15 نوفمبر 2025
تسجيلامتحانات السجل الصحفي بدأت يوم السبت، حيث جلس لها أكثر من أربعمائة من الشباب المتطلع لغزو الحقل الإعلامي ببلادنا.. وبمثلما انتهجت الدولة سياسة التحرير.. تحرير التجارة.. تحرير التعليم.. تحرير القرار.. فإن الإعلام صار محرراً من قيود الاحتكار والتحكم وسيطرة فئة محددة للعمل في مجال الإعلام.. وتجربتنا فالسودان في هذا الصدد تصبح جديرة بالدراسة والوقوف عندنا بعد ما يزيد على العشر سنوات من العمل.. فالإعلام لم يعد مهنة من لا مهنة له.. بعد كل هذه السنوات من التخبط والتردد.. الإعلام علم وفن.. الإعلام واحدة من أشرف المهن.. مهنة الأنبياء والرسل فهو والإعلامي هو الذي يصنع مادة الإعلام ستلهم ضمير المجتمع والأمة.. وهو الذي يجمع ويصوغ ويحرر ويرسل الرسالة ويعيد إرسالها للمتلقي الذي تستهدفه الرسالة بعد التعرف على أثر تلك الرسالة على المتلقي.. والإعلام هو أداة إصلاح المجتمع وترقيته والنهوض به إلى درجات متقدمة. ونحن اليوم في عصر المعلوماتية المتقدمة في الفضاءات.. وفي عصر ثقافة التقنية التي تستخدم كوسيلة التوصيل تلك المعلومات ويتلقاها الإنسان دون عناء كبير.. فالعالم صار يصغر ويصغر حتى عاد مثل الكبسولة الصغيرة التي تحمل على الجيب.. وتوفر المعلومات يعني ضرورة تعرض الإنسان لها والتأثر بها وتلك المعلومة المتاحة والمباحة تحتاج إلى التنقية والترتيب والتبويب وإعادة الإرسال للمجتمع المتلقي كل حسب ثقافته وكل حسب تطلعاته وكل حسب ما يحقق له اهتماماته ومطلوباته الحياتية.. فالإعلام يرسم الأجندة الحياتية ويوجه التلقي صوب الهدف المراد ويحقق للمجتمع تطلعاته ويقوده صوب أهدافه ويصنع له صورة الأمس واليوم والمستقبل. إذاً مهنة كهذه تكاد توازي رسالات الأنبياء والرسل.. لا بد أن تكون لها ضوابط.. وحواكم ومسارات.. وأهداف.. ووسائل.. وعلم ومعرفة وتخطيط وبرامج ومحددات.. وكل ذلك لا يتأتى إذا خلقنا جيلاً مسلحا بالعلم والمعرفة.. علم الحياة.. والإنسانية.. وعلم يفيد المتلقي ويقدم له الجديد المفيد وعلم يجعل منه القائد الاجتماعي والثقافي للأمة.. لم يعد الإعلام مهنة من لا مهنة له.. بل صار اليوم واجباً التدقيق أكثر وأكثر فيمن توكل إليه هذه المهمة التربوية الخطيرة.. هي مهنة قال عنها المولى عز وجل لرسوله الكريم (وإنك لعلى خلق عظم) هي مهنة قال عنها المولى عز وعلا (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.. وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً).. صدق الله العظيم.. وهي مهنة قال رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ولهذا فالواجب علينا أن ندقق أكثر وأكثر ونشد في الاختيار عندما نريد أن نختار الوالجين هذا الحقل العظيم.. والامتحان المؤهل هو واحد فقط من مؤهلات الإعلامي واختبار قدراته الأولية في تحمل هذه المسؤولية العظيمة وتلك المسؤولية العظيمة كما ذكرتها مواثيق الشرف وقوانين الإعلام.. فالامتحان هو اختبار للقدرات الأولية الأساسية وليس (كارت بلانش) لأي فرد أن يفرد في هذا الحقل وتلك المهنة العظيمة.