11 نوفمبر 2025

تسجيل

الخزف بين الخط والعقل

07 مارس 2011

هذا هو عنوان معرض الفنانة التشكيلية الدكتورة منيرة المير أستاذة الخزف بجامعة قطر، المعرض الذي أقيم في مكان يعتبر تحفة فنية رائعة وواجهة جمالية لدولة قطر في الحي الثقافي (كتارا) وفي عقر دار الفن التشكيلي بالجمعية القطرية للفنون التشكيلية، فقد اتصف معرضها باللمسات الجمالية الرائعة على مجسمات خزفية متعددة الأشكال استخدمت منيرة فيها نماذج من الخط العربي الذي يدعوك للتأمل والانبهار بروعة وجمالية وانسيابية تلك اللوحات وتقف أمام كل مجسم وقتا طويلا حتى تشبع رغباتك منه وطريقة نسجه، ويزيده روعة ومتعة الألوان المتناسقة للوحات واختلاف أشكالها وتصميمها، وأفضل طريقة لمعرفة كل ذلك هو مشاهدة اللوحات عن قرب لتطلق عنانك في التفكير لهذا الفن الجميل على الخزف وكيفية معالجته وتصميمه ونقش الحروف العربية عليه ليصل إلى هذا المستوى الراقي. فعلا اختيار موفق لعنوان المعرض وهو ترك العقل يغوص في أعماق الخط العربي على المجسمات العضوية الخزفية مما يعكس إحساس وشعور الدكتورة منيرة المير الذي نقلته إلى واقع ملموس. مثل هذه الطاقات والإبداعات المتميزة يجب أن تشجع وان يهتم بها وأن تبرز بشكل إيجابي أكثر، واقترح نقل لوحة أو اثنتين من تلك المجسمات إلى متحف الفن الإسلامي وإبرازها بشكل أكبر لأنها تخدم الفن الإسلامي كخطوط عربية ونماذج تشكيلية مميزة بيد قطرية متقنة، وأرجو أن يسلط الضوء عليها من جميع الجوانب خاصة الإعلامية منها. وإنني لأستغرب أن قسم التربية الفنية قد أغلق في جامعة قطر وحكم على الموهوبين ومن يحب دراسة هذا العلم الجميل أن يدفنوا مواهبهم وينسوها أو أن يبادروا مبادرات شخصية وإغلاق القسم كدراسة متخصصة وعلم بالطبع قد أتى بعد أن قلل عدد الدارسين فيه والسبب معروف طبعا لأن مادة التربية الفنية قد عطلت بالمدارس، خاصة الثانوية وأصبحت مادة اختيارية غير مهمة قد تجدها في مدارس وقد لا تجدها، فمتى سننمي الهوايات ونشجع المواهب. ولم يبق السبيل لذلك إلا عن طريق الدراسة في إحدى الجامعات الأجنبية التي تهتم بالفنون ولو أن جامعة قطر لديها الخبرة والمعامل المتميزة والدخول بالطبع إلى أي جامعة أجنبية يحتاج إلى اللغة مما قد يعوق الكثيرين ويحطم المواهب الشابة. أتمنى إعادة النظر في مادة التربية الفنية وامكانية إرجاعها إلى المدارس وكذلك تفعيل قسم التربية الفنية في جامعة قطر لينتج لنا نماذج مشرفة من أبناء وبنات قطر المتميزين. شكراً دكتورة منيرة.. وأتمنى لمعرضك كل نجاح وتوفيق.