12 نوفمبر 2025

تسجيل

ماذا سيقولون للشعب الفلسطيني؟

07 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل من الممكن أن تجري لقاءات الدوحة للمصالحة الفلسطينية ووضع الآليات المطلوبة لتنفيذها بعيدا عن وسائل الإعلام؟، هذا ما خطر لي بينما أتابع هذا الحدث الذي ينتظر نتائجه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده داخل الوطن المحتل وفي الخارج.فرغم مرور عدة أيام على تصريحات مسؤولين في فتح وحماس عن اتفاقهما بعقد لقاء في الدوحة لبحث آليات وكيفية تنفيذ اتفاقات المصالحة السابقة، بما في ذلك "اتفاق الشاطئ" الموقع في مدينة غزة، عام 2014، وبالتالي إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والصمت مطبق تقريبا على المحللين السياسيين والمراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني، فهل تسرّب اليأس إليهم، كما أطبق الإحباط على الشعب الفلسطيني؟! في الواقع أرى أن لقاءات الدوحة الحالية بين وفدي حركتي فتح وحماس، من أعقد اللقاءات وأخطرها، التي عقدت بين قطبي الثنائية الفلسطينية منذ وقوع الانقسام المقيت في عام 2007 حتى اللحظة، وأكاد أقول أن لم يخرج لقاء الدوحة للمصالحة الوطنية من عنق الزجاجة، فعلى القضية الفلسطينية ليس السلام، بل الويل وكلّ الويل إلى يوم الدين.وأعتقد أن مكمن خطورة هذه اللقاءات، ليس حول مخرجاتها السياسية، وإن كانت هذه المسألة أيضا مهمة، كالاتفاق على موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعلى توزيع الحصص والشراكات السياسية بين فتح وحماس وباقي الفصائل، بل هناك ما هو أعمق وأعقد من ذلك بكثير، وهو يدور حول كيف يمكن التوفيق بين نهجين سياسيين وعقائديين متناقضين في الوسيلة والأسلوب والأدوات لتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني العسكري؟إن قلنا أن فتح وحماس تجاوزتا هذه المسألة، كما سبق أن تردّد ذلك على لسان أكثر من مسؤول من الطرفين في أوقات سابقة، على قاعدة التوافق على دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، فالمسألة هذه حتىّ تتحققّ لابدّ من موافقة الطرف الإسرائيلي بالانسحاب من تلك الأراضي، وهذا إذا أغلقنا الأبواب بوجه التدخلات الخارجية، وهنا إسرائيل لن ترضى بتقديم هذه "التضحية" من دون مقابل، وإن أرغمت فلن يكون ذلك عبر التفاوض وحسن النوايا، وهذه نقطة خلاف كبيرة ومهمة بذات الوقت.تجربة مداها أكثر من ثلاثين عاما، من المفاوضات بين السلطة الفلسطينية التي هي وليدة تفاهمات "أوسلو" الشهيرة، لم ينتج شيء من مخرجاتها على أرض الواقع سوى، "إقامة السلطة على جزء لا يكاد يبين من أرض فلسطين"، والحال ما يزال كما هو.. "احتلال، مصادرة أراضٍ، استيلاء على منازل، اعتقالات ومداهمات، تهرّب من استحقاقات قرارات دولية ذات صلة بالتفاوض، إعدامات ميدانية، توحّش، تهويد وتغيير ديموغرافي في القدس وغيرها من المدن المحتلة... إلخ"، وكل ذلك يترافق مع صمت دولي مريب، وسكوت عربي أيضا مشبوه.المسألة الأخرى المهمة وذات عمق قوي، في سياق الخلافات بين فتح وحماس، وهي هل يتمكن الطرفان من الاتفاق على المبدأ الثوري القائم على معادلة "قاتل وألحق بجبهة العدو الخسائر وتفاوض من منطلق القوة"، المعروفة والمجرّبة لدى حركات التحرر العالمية والعربية، وحققت أهدافها بالكامل (نموذج الجزائر، فيتنام، كوبا، فرنسا... إلخ). المسألة الثالثة، وهي دقيقة وحساسة، وباعتقادي تمثل نقطة تفجير خطيرة، أن لم يتم التوصل إلى تفاهم حولها، وذات صلة بما سبق إيراده، وهي مسؤوليات وصلاحيات حكومة الوحدة الوطنية، وكيفية إدماج قطاع غزة والضفة الغربية في بوتقة الوحدة سياسيا وأمنيا، بما في ذلك وحدة السلاح والإدارة في شطري الوطن، إلى جانب الانتخابات العامة التي سيتم التوافق حولها، وكيفية إجراؤها، وتحديد موعدها، وكيف يمكن إدخال القدس فيها، وما ستضعه سلطات الاحتلال من معوقات لإفشالها.إذن هناك قضايا إشكالية عديدة وشائكة، على المجتمعين الفلسطينيين في الدوحة هذه الأيام عدم ترحيل أي منها إلى مراحل لاحقة، لأن ذلك يعني كما يقول المثل الشعبي "تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي".. وإلى اللقاء.