11 نوفمبر 2025
تسجيل(1) لا تخلو صحيفة محلية إلا وتجد فيها خبرا عن معونات ومساعدات خيرية قدمت وتقدم للمحتاجين في كل قارات العالم، مساجد تبنى ومدارس تشيد ومراكز ثقافية تؤسس. جمعيات خيرية قطرية اهتمت باليتيم والمريض واللاجئ والمحروم من إندونيسيا إلى الدانمارك مرورا بكل عواصم أوروبا ومعظم دول إفريقيا وأوروبا الشرقية ومعظم العواصم العربية . نعم هذه قطر أهلها أهل خير يعطون دون منة، جمعيات خيرية تتزايد في قطر ويتزايد إنفاقها في الخارج على كل محتاج، وبعض من أهل قطر الخيّرين أوقفوا بعضًا من ممتلكاتهم لصالح العمل الخيري وهناك الكثير من الذين يقدمون الخير في صمت لا يعلم عنهم أحد إلا الله ووسطاء الخير.(2) ونحن بشأن ما تنشره الصحافة اليومية عن أعمال الخير وقوافله التي تجوب الدنيا لتقديم العون والمساعدة لكل من تستطيع الوصول إليه من الخلق، نجد أيضاً في صحافتنا صفحات طويلة وأخص"جريدة الشرق" التي أطالعها بشكل يومي تنشر حالات أسر تقيم بيننا، ومعنا، جار عليها الزمان، وسيطرت عليهم قلة الحيلة، ولجأت إلى الصحافة تنشد العون إما لإكمال دراسة أطفالهم وخاصة في مستويات التعليم العام أو باحثة عن علاج؛ لانعدام المال أو الأسرة، تبحث عن علاج ابنها وتسأل أهل الخير أن يعينوها، وقس على ذلك من حوائج الناس.في صحيفة الشرق العدد الصادر في 3 فبراير، حالات تقطّع القلوب منها سيدة وضعت مولودا في مؤسسة حمد الطبية لم تستطع وزوجها تغطية التكاليف وهو مبلغ لا يزيد عن 6000 ريال نظرا لقلة دخله، مريض آخر مصاب بورم سرطاني في الركبة، قرر الأطباء أنه يحتاج لإجراء عملية بتكلفة قدرها 10000ريال، طفلان يتيمان يعيشان مع عمهما وهو من ذوي الدخل المحدود لا يستطيع دفع الرسوم الدراسية بمبلغ 18000 تقريبا، هناك حالات تقطع القلب إما دراسية أو طبية وإما من أجل العيش الكريم، وخير الجمعيات الخيرية يتناثر في كل بقاع الدنيا، وفي هذا المجال كتبت مناشدة في جريدة الشرق تحت عنوان " النجدة يا وزير التعليم والتعليم العالي" في 31 يناير، أشرح حال بعض المدارس التي أخرجت طلابها وهم في صفوف التعليم العام لأنهم لم يسددوا الرسوم المدرسية وطلب أولو أمرهم مهلة ولم تمنحهم تلك المدرسة المهلة المطلوبة. أعرف أن مؤسسة خيرية مرموقة أوقفت لأعمال الخير ما يقدر بمليار ريال وغيرها من الجمعيات الخيرية، ومن أهل الخير أيضاً لكن مع الأسف الشديد أني لم أقع على علم يفيد بأن هذه الجمعيات اهتمت بأصحاب الحاجة في قطر. (3) وفي هذا الشأن، فأي عمل للخير أتجرأ وأقدم عليه مقترحا لكل فاعل ألا يتردد، انطلاقا من القول " الأقربون أولى بالمعروف " وهو كما يلي: 1 ــ كل جمعية خيرية محلية أتمنى عليها أن تخصص مبلغًا من المال لا يقل عن مليوني ريال سنويا. 2 ــ كل فرد أوقف وقفا لوجه الله، عليه أن يطلب من إدارة الأوقاف تخصيص مبلغ لا يقل عن مليون ريال سنويا. 3 ــ كل من يحصل على فوائد بنكية على الأسهم، لا تقل عن خمسة مليون ريال سنويا، ويحتسب لعمل الخير منها مبلغ مليون ريال. 4 ــ تجمع تلك الأموال في صندوق خاص ويعين عليها قيم تكون مهمته البحث عن أصحاب الحاجة الذين تعثرت ظروفهم، إما لعلاج أو تعليم أو سداد دين، والتحقق من عدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم وذلك عن طريق المدارس والمستشفيات العاملة في قطر. آخر القول: فإني أهيب بأهل الخير الالتفات لتلك الحالات الإنسانية. وصدق الحق عندما قال:"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:274)