08 نوفمبر 2025

تسجيل

دولة قطر في دائرة الضوء العالمي

06 ديسمبر 2012

تحتضن العاصمة القطرية أكبر مؤتمر عالمي من حيث الأهمية والمشاركة، فأهمية التغير المناخي تعتبر من أهم المؤتمرات الدولية ولذلك يشارك في هذه المناسبة ممثلون عن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية " منظمة الأمم المتحدة 194 دولة " إلى جانب ممثلي المجتمع المدني في الكثير من دول العالم، بمعنى آخر استقبلت الدوحة أكثر من 20 ألف زائر لحضور تلك التظاهرة العالمية. في هذا المؤتمر يدرس المهتمون ظاهرة التغير المناخي وانعكاساته على الإنسان والبيئة وطرق الحد من مخاطر تلك الآثار، ولا شك بأن الدول الصناعية المتقدمة تتحمل المسؤولية الأولى عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون وتلويث البحار والأنهار الناتج عن الصناعات المختلفة المعتمدة على الطاقة النفطية ومشتقاتها الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات الحرارة الذي بدوره يؤثر على جهد الإنسان والتبخر المائي مما يزيد في عملية التصحر لقلة الأمطار وشح المياه الجوفية وانخفاض منسوب المياه في الأنهار، نموذج ذلك نهر اليرموك ونهر بردى وغير ذلك. في هذا المؤتمر ألقى سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خطابا ناشد العالم خاصة الدول المتقدمة الوفاء بالتزاماتها تجاه هذه الظاهرة الطبيعية الخطيرة وذلك باللجوء إلى الحد من تصاعد ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الصناعة وانسياب العادم من المصانع إلى مياه الأنهار والبحار مما يؤثر على الحياة الطبيعية في تلك المياه ناهيك على أن بعض الدول خاصة دول الخليج العربي تعتمد على مياه تحلية البحار لاستخدامها في الزراعة والاستخدام الإنساني، إلا أن هذه البحار والأنهار تتعرض لنسبة عالية من التلوث كنتيجة لتفريغ حاملات النفط مياه التوازن في مياه الخليج العربي عند عودتها إلى الخليج لشحنها بالنفط والغاز لتعود مرة أخرى إلى الدول الصناعية إلى جانب التواجد الكثيف للأساطيل البحرية الأجنبية المقيمة في مياه الخليج أو على شواطئه وكذلك عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة حسب القواعد الدولية لحماية مياه البحر من نواتج العادم الناتج عن المصانع المقامة على الشواطئ. (2) ونحن في أجواء هذا التظاهرة العالمية كان لسمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع دور آخر تؤديه، فهي تؤسس لمنشأة اختبار للطاقة الشمسية التي من مهامها " اختبارات تشمل دراسة آثار الرطوبة والحرارة والغبار على معدلات الطاقة الشمسية " وكذلك العمل على نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية في قطر والخليج العربي. لست بصدد سرد مبادرات سمو الشيخة موزا الفاعلة والفعالة سواء في مجال التعليم أو مجال الصحة أو خدمة المجتمع والأسرة القطرية إلى جانب الاهتمام بالأسر المقيمة بين ظهرانينا، راحت سموها تطلق مبادرة جديدة ذات أهمية عالمية إنها " تأسيس معهد لبحوث التغير المناخي، وهو الأول من نوعه في المنطقة وكذلك الدعوة لمنتدى عالمي مكرس للتغير المناخي. إن معهد البحوث والتغير المناخي هو ثمرة جهودها لعقد اتفاقية بين مؤسسة قطر ومعهد بوتسدام الألماني للبحوث المناخية. أما المنتدى العالمي للتغير المناخي فهو يعتبر ركنا من أركان هذه الاتفاقية مع المعهد الألماني. إنه سيوفر قاعدة للابتكار ومنبرا للتعاون بين الدول التي تعمل في مجال المحافظة على البيئة ونتيجة لهذه المبادرة العلمية سيتربى جيل قطري من الباحثين في شأن ظواهر التغير المناخي على كل الصعد، الأمر الذي سيؤدي إلى بروز خبراء في هذا الحقل من أبناء قطر. (3) كلمة لابد منها فإني أعبر عن إعجابي الشديد بشباب وشابات قطر الذين شاركوا في أعمال المؤتمر وشاركوا في عمليات التفاوض في عواصم دولية مختلفة للإعداد لهذه التظاهرة العالمية. إن قدرتهم ومهاراتهم على التفاوض مع فرق عمل من دول مختلفة تراكم لديها من الخبرات والمهارات وألعاب التفاوض على مدى ثمانية عشر عاما أمر يبعث بالفخر والاعتزاز . إن فريق الشباب المفاوض ـ جُمعوا من مؤسسات حكومية مختلفة ولم يكن لمعظمهم شرف التعارف من قبل في أي من حقول أعمالهم أو حقول المعرفةـ أبلوا بلاء حسنا. وفي الجانب التنظيمي فإن إدارة مؤتمر عالمي بهذا الحجم من المشاركين يزيد عددهم عن 20 ألف مشارك دون أن يختل العمل. إنه كان تنظيما رائعا رفع مكانة دولتنا إلى مصاف الدول التي سبقتنا في تنظيم مؤتمرات عالمية. ونتيجة لذلك فقد تردد اسم دولة قطر في كل عواصم الدنيا رافق ذكر اسم دولة قطر في وسائل الإعلام العالمية معلومات عن موقع الدولة ودورها الحضاري والإنساني في مجالات التنمية والتعليم والصحة على المستوى الدولي، وفي الجانب المادي لم تتجاوز مساهمة دولتنا في تكلفة هذا المؤتمر الخمسة ملايين دولار والبقية تحملتها الوفود والمنظمة الدولية، فإذا ذهبنا للتكاليف المالية فإن العائد على دولة قطر أكبر كثيرا من حصتها الخمسة ملايين دولار. إذا علمنا على وجه التقدير أن الإعلان عن دولة قطر في التلفزة في أي دولة من الدول المتقدمة لا تقل في تقديري عن خمسين ألف دولار في الدقيقة فكم دقيقة أذيعت على مدار أيام انعقاد المؤتمر. إنه ربح لقطر يفوق أي تقدير مالي. آخر القول: يوجد في الطبيعة علاقة ارتباط بين هطول الأمطار والشجر الأخضر فهل نعمل على تشجيع التشجير واستعمال الري عن طريق التنقيط وفرا للماء ثم الاعتماد على الأشجار الصحراوية المقاومة للحرارة والإكثار من زراعتها في بلادنا.