17 نوفمبر 2025

تسجيل

التناجي الخفي

06 ديسمبر 2011

من القيم التي تهدد المؤسسات وتزعزع استقرار موظفيها واستقرارها قيمة "التناجي الخفي" بين مدير ومدير، بين مدير وموظف، بين موظف وموظف وآخر سواء قل العدد أو كثر في التناجي الخفي وهكذا. لقد كثرت النجوى بين أفراد العاملين في المؤسسات، وتداولها بين العاملين مهما كانت مناصبهم ودرجاتهم الوظيفية. هل هذه ظاهرة أم مشكلة؟. كل هذه المواقف تجعل من المؤسسة تنتابها عدة أمور وقيم وأخلاقيات سلبية وسيئة نذكر منها: * امتلاء الصدور بالأحقاد والضغائن. * غليان القلوب بالحسد. * الضبابية في جميع القرارات التي تُتخذ في هذه المؤسسة. * الشللية المؤسسية وتكاثرها. * ضرب موظف بآخر. * كثرة الشائعات في ربوع المؤسسة. * التنازع بين الموظفين قد يكون خفياً أو ظاهراً. * الصراع على المناصب والدرجات الوظيفية. فالنجوى تكون جائزة إذا كانت هناك مصلحة للمؤسسة ولأفرادها العاملين، وأساسها البر والتقوى وبشروط ومعايير محددة ومقيدة ومعتبرة، حتى لا ننزلق إذا فتحت لها جميع الأبواب في أمور ومفاسد من غيبة ونميمة وتجريح وإساءة وفتنة وإشاعة وقيل وقال. إنها ممارسة مؤسسية ذاتية وجماعية من قبل المنتسبين إليها نحتاج التعود عليها ونضبط جميع أمورنا وشؤوننا. وكلما كانت الرؤية والرسالة والأهداف والخطط والإجراءات والحقوق والواجبات واضحة كل الوضوح لا لبس فيها ولا غموض في المؤسسة كانت حركة المؤسسة إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح وفي بيئة آمنة مستقرة في أدائها الوظيفي. ومؤسساتنا بحاجة لتأكيد وضبط قيمة "نجواها" و"التناجي" داخل المؤسسة وخارجها من خلال وعي وفهم لهذه القيمة، ويظل التناجي المؤسسي في المكان الذي تتم دراسة الموضوع فيه من أمانة وصدق النية وإخلاصها لله سبحانه وتعالى والرأي السديد والأسلوب الحكيم بما يعود على المؤسسة وأفرادها بالخير والنفع ولتحسين وتطوير الجودة في الأداء. قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" المجادلة. "ومضة" "وهكذا يخرج الموفق من ضيق مجلس النجوى إلى رحاب التشاور الواسعة وبهجة الإصلاح بين الناس ابتغاء مرضاة الله تعالى...."