10 نوفمبر 2025
تسجيلقدم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -أمير البلاد المفدى- تقريره السنوي عن حال الأمة داخليا وخارجيا، إلى الشعب القطري عبر مجلس الشورى، تناول فيه الوضع الداخلي بكل تفاصيله، والوضع العربي والدولي منبها إلى دور دولة قطر في معراج السياسة الخارجية.(2) لقد تناول الكثير من المراقبين والمتابعين حديث سموه، أمام مجلس الشورى، في دورته الرابعة والأربعين، بالشرح التحليل، وأشادوا بصراحة القول سواء كان في المجال الداخلي أو الخارجي، ودقة المعاني، ووضوح الرسالة التي أرادها أن تصل إلى كل ذي سمع وبصيرة.في المجال الداخلي لن أستعرض كل ما جاء في خطاب سموه، ولكني أركز على بعض النقاط التي أعتقد أنها كانت مثار حديث المجتمع القطري بكل أطيافه.. يؤكد سموه في خطابه على"إقامة دولة القانون والمؤسسات وتطويرها، وتنظيم سلطات الدولة الثلاث، ويذهب سموه إلى تأكيد الموازنة الخلاقة بين احترام حقوق المواطن والصالح العام للمجتمع والوطن "كأني بسموه يريد أن يؤكد على تنظيم السلطات الثلاث والتي هي السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية، هذه السلطات هي عصب الدولة فإذا صلحت صلح الوطن وازدهر.. وإقامة دولة المؤسسات، والذي بدوره يؤدي إلى تحقيق الصالح العام للمجتمع والوطن. لقد أسهب سموه في شرح الأوضاع الاقتصادية، وآثار التغيرات التي حدثت نتيجة لتغير أسعار الطاقة (الغاز والبترول) وناشد الجميع التكاتف والتعاون الخلاق من أجل تجاوز هذه الأزمة، مشيراً بأنها لم تكن الأولى، وأن البلاد قد تعرضت لأزمات أشد وطأة ولكنها تجاوزتها بتضافر الجهود بين الشعب والحكومة، ومن هنا ينادي سموه المجتمع بتضافر الجهود كل على قدر قدرته لكي نحجم آثار تقلب أسعار الطاقة.لم يكن سموه غائبا عن حال الناس وما يعانون من أمراض البيروقراطية التي أنهكت المواطن والمقيم على حد سواء، وراح سموه يؤكد على إزالة العقبات الإدارية من طريق الاستثمارات وغيرها، مؤكداً أن بعض الإجراءات أصبحت مجرد عثرات تعيق العمل. لقد وصل إلى علم سموه شكاوى المواطنين والمقيمين من كثرة اللوائح الإدارية والقوانين والتعليمات وكثرة التعديلات والإضافات على تلك اللوائح الأمر الذي أربك الخلق وعطل مصالح الناس، وتراكموا أمام الدوائر الحكومية لإنجاز مهامهم، ويصطدمون بأن اللوائح تغيرت.ومن هنا كانت دعوة الأمير تميم بن حمد للخروج من خيمة البيروقراطية المقيتة إلى الأجواء المفتوحة من أجل الإسراع في عملية البناء التنموي على كل الصعد.(3) في المجال الخارجي أكد سموه أن دولة قطر تولي اهتماما بالغا للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وتحقيق الأمن والسلم، وتوقف الأمير في خطابه أمام مجلس الشورى عند القضية الفلسطينية مؤكداً على حق هذا الشعب في العمل من أجل استعادة حقوقه كاملة وبناء دولة مستقلة في فلسطين مشيدا بانتفاضة الشعب الفلسطيني الثالثة، ومطالبا المجتمع الدولي والعربي خاصة على نصرة هذا الشعب لنيل حقوقه وردع الممارسات الإسرائيلية ضد أهلنا في فلسطين، وأشاد بصمود الشعب العربي السوري الأسطوري في مواجهة طغيان النظام القائم في دمشق وحلفائه، والذي استخدم كل أسلحة الدمار ضد الشعب السوري المتطلع لتحقيق آماله في اختيار نظام الحكم الذي يبتغيه والقيادة التي تعينه على نيل الحرية والمحافظة على وحدة سوريا واستقلالها. كما أكد سموه في خطابه على التزام دولة قطر بأنها لن تتراجع عن مواقفها من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب السوري وغيرهما من الشعوب العربية المتطلعة للتحرر من الظلم والاستبداد لكل الشعوب المحبة للسلام. آخر الدعاء: اللهم وفق قيادتنا السياسية لما فيه خير أمتنا العربية والإسلامية، وارزقهم ببطانة صالحة تعينهم على إنجاز أهدافهم السامية.