09 نوفمبر 2025

تسجيل

همسة في أذن "الغارديان": قطر عنصر أمن واستقرار

06 أكتوبر 2011

نشرت الصحيفة البريطانية العريقة في عدد الأربعاء 5 أكتوبر يوم أمس مقالا تعجبنا من محتواه على صحيفة معروفة بالتحري و الاعتدال و النزاهة مفاده أن لدولة قطر دورا وصفته بالمثير للجدل في ملف الشقيقة ليبيا و أوحت بأن هذه الأجندة تتلاءم مع مواقف وخيارات كل من الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا مشيرة إلى "دعم" يلقاه بعض الإسلاميين الليبيين من دولة قطر و ذكرت اسما غلطا "عبدالعزيز بلحاج" وهي تقصد عبدالحكيم بلحاج كما ذكرت اسم الدكتور علي الصلابي. و أنا من منطلق معايشتي الطويلة للدبلوماسية القطرية و أتكلم باسمي الشخصي لا أدرك كيف توصلت الصحيفة إلى هذا الاستنتاج؟ فالدور الذي لعبته قطر على ساحة الوفاق العربي منذ عقد و نصف لم يعد محل شك أو مزايدة وهو دور انطلق من عقيدة سياسية و أخلاقية تؤمن بأن المعضلات العربية الداخلية تحتاج إلى من يتوسط بين الفرقاء لحلها و من يتجرأ بشجاعة على مواجهتها. و النجاح القطري في القضية اللبنانية أكبر دليل على حكمة هذا التوجه السليم. ثم جاء دور الوفاق الفلسطيني فاجتمعت كل أطرافه في الدوحة و بدأ العد التنازلي للأزمة الداخلية الفلسطينية كما جاء الدور على السودان فتوقفت الدبلوماسية القطرية إلى تجاوز الخلافات في ملف دارفور كما تجاوزته في ملف الشمال و الجنوب. و حظي الملف اليمني أيضا باهتمام الإخوة القطريين. ثم جاءت الأزمة الليبية مباشرة بعد الثورتين التونسية والمصرية لتطرح إشكالية الديمقراطية و الحريات و حقوق الإنسان في العالم العربي بقطع النظر عن الحساسيات و الانتماءات لمختلف الفصائل فرأت الدبلوماسية القطرية أن من رسالتها الأخوية النبيلة و المنصوص عليها في مواثيق منظمة الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي أن تتقدم المجتمع العربي و الدولي للقيام بواجبات إنسانية لمساعدة ضحايا الأزمة الليبية وتضميد جراحاتهم و السعي الجاد و الحازم لتقصير مدة معاناتهم على الصعيد الإقليمي و الدولي. و كان الدور القطري محل ترحاب و دعم و إشادة من عديد المنظمات الدولية و من جامعة الدول العربية و من مجلس التعاون و بالطبع من كل فصائل ليبيا الجديدة الحرة. فأي أجندة أسمى من هذه المبادئ و القيم الإنسانية والتضامنية التي كانت قطر رائدة في تجسيدها بعيدا عن كل الحسابات الضيقة والصفقات المشبوهة؟ إن قطر تعمل و تناضل لتكون عنصر أمن و استقرار وسلام ويتحول الشرق الأوسط إلى مرحلة البناء والتقدم في كنف الحداثة والعدالة.