04 نوفمبر 2025

تسجيل

رفضوني كعميل أمريكي

06 سبتمبر 2022

منذ ظهور الإنترنت وبدافع حب الاستطلاع ظللت أقوم بزيارة مواقع غريبة مثل تلك التي تخص الجهات التي تقدم شهادات مزورة، وأزور بين الحين والآخر موقع جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، الـ «سي آي. إيه»، من باب الفضول أيضا، وأحرص على الاطلاع على محتويات صفحة الوظائف الشاغرة، وقد راسلتهم عدة مرات مبدياً رغبتي في أن أصبح عميلاً لهم، ولكنهم لم يتكبدوا حتى مجرد عناء إرسال كتاب اعتذار لي، ولا أفهم لماذا يرفضون توظيفي، على الرغم من أنني أوضحت لهم أننا لن نختلف حول الراتب، لأنني سأقبل بأي مبلغ يعطونه لي إذ يكفيني «شرفاً» أن أكون عميلاً لأكبر جهاز مخابرات في العالم، بحيث يتسنى لي إذا تشاجرت مع شخص ما لأنه لم يسمح لسيارتي بتجاوزه من ناحية اليمين، أو عندما يحتج شخص لأنني تجاوزت الصف في صيدلية مستشفى أن أقول له: يبدو أنك لا تعرفني! فيرد علي: لا أتشرف بمعرفة أمثالك!! هنا ابتسم في ثقة وأخرج له بطاقة السي آي إيه فيصاب بنزلة معوية حادة ويطلب مني «السماح»، وربما تنازل لي عن سيارته الوقحة أو وصفته الطبية التي حاولت التطاول علي!. وأذهب إلى مكتب طيران في بداية موسم العطلات، وقد يرددون أمامي الموال المعتاد بأن جميع المقاعد محجوزة، وكلنا يعرف أنه وفي مواسم السفر تجد في بعض الطائرات العربية نحو 15 مقعداً تبقى محجوزة «دون أن يحجزها أحد»، يعني هي فعلياً خالية ولكن الجماعة يبقون عليها كذلك من باب الاحتياط، عسى أن يأتيهم شخص «تقيل» فيوفرون له المقعد أو المقاعد المطلوبة!، والله حدث كثيرا أن طلبت في المطار مقعدا محددا في موقع محدد، فيقولون لي إن الطائرة «فُل» ولا مكان فيها لدبوس، واصعد الى الطائرة ثم تطير الطائرة واكتشف ان هناك العديد من المقاعد الخالية (يكون هذا عادة في شركات الطيران الهزيلة). إذا صرت عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية ورفض موظف في مكتب طيران ان يستجيب لمطلبي، أميل إلى أذن موظف الحجز وأهمس: سي آي إيه وأخرج قلم بيرو أبو نُص دولار من جيبي وأقول له: هذا مسدس صامت وإن كنت تريد العودة إلى أهلك كتلة واحدة فأحجز لي مقعداً على الدرجة الأولى بسعر الدرجة السياحية!! وقد تكون المقاعد كلها محجوزة بالفعل ولكن مثل ذلك التهديد سيقنع الموظف بإلغاء مقعد قائد الطائرة ليضمن لي الجلوس في مقدمة الطائرة!! (هل انتبهتم إلى أن معظم أماكن العمل التي تتطلب الكتابة على الورق تستخدم أقلام بيرو أو صنفا آخر رخيصا؟ يفعلون ذلك لأنهم «عمليون» ووظيفة القلم هي أن يكتب، ويستطيع قلم بنصف دولار أن يكتب بنفس كفاءة آخر بمائتي دولار). وأستطيع أن أفعل نفس الشيء في البلدية مطالباً بمنحي قطعة الأرض المقام عليها حديقة عامة «لأن لدي أدلة قاطعة بأن الحديقة صارت مقراً لنشاطات هدامة تهدد أمن الولايات المتحدة»! وتقبل الجامعة ولدي في كلية التجارة مثلاً بحجة أن مجموع درجاته لا يؤهله لغيرها من الكليات، فأرفع سماعة الهاتف وأتصل بمدير الجامعة: معك جعفر عباس العميل السري للسي آي إيه في الشرق الأوسط وضواحيه،.. أنقل الولد لكلية الطب... الصف الثالث بالتحديد.. إذا لم تكن تريد أن تختفي جامعتك بقنبلة ذكية، لأن لدي معلومات بأن مختبر العلوم عندكم فيه جراثيم و»كل شيقن انكشفن وبان»! هنا سيصرخ المدير: نخليه عميد الكلية يا أستاذ، ويشق طريقه بالمقلوب، أي يتدرج من بروفيسور الى دكتور ثم مساعد تدريس إلى أن يحصل على بكالريوس الطب!. آخر إعلان وظائف خالية نشرته السي آي إيه يتعلق بفنيين في صناعة الأقفال، يعني بالعربي حرامي من أصحاب السوابق يعرف كيفية فتح الأقفال ومن ثم فعلى كل واحد أن يحافظ على «لغاليغه»!! فهمت؟ طبعا لا!! معناه أن الجماعة يحصلون على الأسرار بكسر أقفال الخزانات والخزائن، وعلى كل حال رفضوا جميع طلباتي فأرسلت إليهم رسائل إلكترونية اتهمهم فيها بالعنصرية والغباء، وقلت لهم إنهم ضيعوا على أنفسهم فرصة الحصول على عميل «لقطة»، عندئذ فقط أرسلوا إلي رداً مفاده أنهم ليسوا بحاجة إلى عملاء «جدد» في العالم العربي! هل فهمت معنى هذا الكلام؟ عنك ما فهمت.