09 نوفمبر 2025
تسجيلما أقسى الحياة.. عندما يفقد الإنسان صديقا مقربا، صديقا عاش معه أحلى سنوات العمر، وعندما يحتاج إلى ذلك الإنسان لا يجد سوى السراب، كان سعيد صالح، واحداً من نجوم اللعبة في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، اقترن اسمه باسم عادل إمام، نعم فرق بينهما الزمن، أحدهما احتل القمة، ومازال، والآخر لعبت به الحياة وساهم هو في إطار اللعبة، وكان الجميع يتحسر على ما وصل إليه، كنت أشاهد مقابلة معه، كان سعيد صالح جزءا من فقدان الذاكرة التي لم يحافظ عليها، أجوبة بلا معنى، لا يعي ومن ثم لا يدرك ماذا يقول، جوابه أقرب إلى هذيانات، بين لحظة وأخرى يقول كلاما غريبا ويجيب على الأسئلة بمفردات لا علاقة له بالحوار. يقول: "أحب زوجتي" يقصد الزوجة الجديدة. والتي يرى البعض أنها السبب في انهياره، ولكن ألم يكن بمقدور المليونير عادل إمام رفيق الدرب أن يحافظ على صديقه. وأن يحفظ بقايا كبرياء رجل عاش معه أكثر من نصف قرن؟ إن عادل إمام أثرى الفنانين ولا شك، ماذا كان يضيره لو ساهم في علاج صديقه، أو ساهم بمبلغ ما في حفظ كرامة صديق العمر، ومع هذا لم يفعل ولن يفعل أمثاله، لا معنى لديهم للصداقة. لا يخرج عن إطار المصلحة!!أما الأدهى والأمر، فهو أن هذا الإنسان الذي يدعي أنه الفنان الأبرز والأهم في مسار الفن العربي الحديث، استكثر أن يكون في وداع صديق العمر وهو يودع الدنيا، لم يكلف نفسه حضور الجنازة، لماذا؟ لأنه في الساحل الشمالي!!كنت أظن أنه في القطب الشمالي، ولو كان لهان الأمر، سعيد صالح في ذمة التاريخ، أسعدنا لسنوات، وخسر ذاته كان الاعتقاد السائد لديه أنه سيظل ذلك النجم، ولكن لم يحسب للزمن وتقلباته، مرت به منذ سنوات قصار وهو جالس عند بوابة مسرح ميامي في قاهرة المعز، ناداني: حسن. لم أعرفه.. كان الزمن قد رسم خطوات العمر على ملامحه، ما أقسى سنوات العمر، لك الرحمة، يا فنان، يا إنسان. ولعشاق المسرح الصبر والسلوان.