15 نوفمبر 2025
تسجيلتبدأ اليوم المحادثات بين وفد بلادنا ووفد العالم الغربي كله.. وأعني أننا لوحدنا نفاوض مجموعات من الأجندة الغربية الصليبية منها والصهيونية والاستعمارية ولا أقول وفد الحركة الشعبية ولا وفد دولة جنوب السودان..وفدنا يواجه وحيداً دون مساندة عربية أو إسلامية أو افريقية، حتى تحالفاتنا وتجمعاتنا الإقليمية لا تسعفنا وتقدم المشورة والرأي الصائب والنصيحة والدعم.. وأقرب مثال لما أقول هو عندما اختلفنا مع مفاوضينا في رسوم العبور العادلة، كان التوجيه الصادر من الدول المساندة لأعدائنا هو إغلاق آبار النفط تماماً كما أغلقتها شركات التنقيب الأمريكية عام 1984 في أعقاب إعلان السودان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وأنا أجزم بأن أسباب الحرب المفروضة علينا هو ديننا.. وأسباب إصدار قانون المناطق المقفولة من قبل حكومة الانجليز الاستعمارية كانت الإسلام الذي يدين به أهل السودان والثقافة العربية القاسم المشترك بين قبائل السودان جميعاً في الشرق والغرب والشمال والجنوب يذهب وفدنا وحيداً.. ويجلس وحيداً ويحاور وحيداً انطلاقاً من قناعات أهل السودان أما الوفد المقابل فيتحدث بلغة المستشارين.. والأصدقاء..والحلفاء.. ويفاوض بإرادتهم ووفق خططهم ورؤاهم وبرامجهم واستراتيجياتهم. وهذا يتضح من الأساليب التي يتخذونها في كل جولة.. فتارة يعرضون علينا الأموال في مقابل الأرض والمدن مثل ابيي.. وطوراً يقحمون موضوع قطاع الشمال وثالثة يخرجون علينا بموضوعات غير مضمنة في الأجندة وذلك بهدف إرباكنا او استفزازنا لنبدو أمام الرأي العام العالمي والمحلي وكأننا متعنتون ورافضون للحلول أو حتى التفاوض بينما الصورة أمامنا واضحة حدودنا واضحة وقانونية والكل يعرفها.. المناطق التي يدعون أنها جزء من الجنوب تحكمها القوانين الدولية ولا مجال للمساومات.. الخارطة التي عرضوها على الآلية الأفريقية خارطة جديدة أي بعد الاتفاقية والاستفتاء وتقرير المصير إن كان الشعب الجنوبي قد أسهم حقيقة في الاستفتاء وكانت النتيجة كما أعلنت.. والمسألة هنا كانت واضحة ولا تحتاج إلى أدلة بتزوير نتيجة الاستفتاء فأسرعنا بالاعتراف بها وبالدولة الاصطناعية الجديدة ولا أدري هل كانت عجلتنا في الإسراع بالاعتراف بالنتيجة حتى قبل أمريكا التي نصبت الشراك وأسهمت في العملية عن قناعات حقيقية أم نتيجة لضغوط وتهديدات وترغيب وأنا أرجح الأخيرة لأننا كنا بحاجة لإرضاء السيد الذي لا يفي بالعهود ولا يعترف بالقوانين والأعراف.. وأستطيع أن أقول إننا أخطأنا بقبولنا حتى لمبدأ تقرير المصير حتى ولو أقرته الأحزاب السياسية في مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرة مكايدة للحكومة ورغبة في اهتزاز موقفها سواء قبلت بتقرير المصير أم رفضته. أعود لمسألة المفاوضات في أديس أبابا.. خاصة بعد وفاة صديقنا ملس زناوي فامبيكي غير محايد.. وفي أي لحظة يمكن أن ينضم إلى الحملة العنصرية ضد الشمال العربي المسلم.. وافريقيا كلها بحكوماتها وحكامها لا تملك الإرادة ولا الدين ولا المصداقية التي تسعفها لاتخاذ مواقف معارضة لرغبات الآسياد الغربيين من سياسيين واقتصاديين طامعين في مواردنا ودينيين متعصبين صليبياً وصهيونياً ضدنا كمسلمين وكعرب حتى ولو كنا ملونين بألوان إفريقيا ومجللين بالسواد.. المفاوضات لن تنتهي.. والأجندة سوف يسعون لتغييرها.. وبند الأمن لن يجد الأولوية.. وسوف يمارسون معنا كل أساليب المخادعة والحرب النفسية والتلاعب بأعصابنا ومشاعرنا حتى نيأس ونزهج ونقبل بأي شيء.. أجندتهم واضحة بالنسبة لي وضوح الشمس في رائعة النهار.. وتذكروا حديثي هذا.. إنهم يخططون لحكم السودان كله بعد إبادة أهل السودان وإخراجهم من دينهم.. واستئصالهم عن ثقافتهم العربية.. وتذكروا ما حدث في تنزانيا (بتنجانيقا وزنجبار).. أقول للذين ما زالوا يقفون عند المحطة الأولى رافضين دعوات رئيس الجمهورية لجمع الصف الوطني بأن موقفهم هذا إنما سيكونون إضافة إلى رصيد الجهات المتربصة بالسودان وهويته ووحدته وبقائه.. وأنهم بهذا التعطيل لتشكيل صف وطني موحد برؤية موحدة حول الهوية والوطن والحفاظ عليه سيكون إضافة للقوى الصهيونية والصليبية التي تستهدف هويتنا وديننا وبقاءنا على وجه الأرض..