10 نوفمبر 2025

تسجيل

من مشكاة النبوة.. توجهات دعوية تربوية

06 أغسطس 2013

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يافلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولاآتيه وأنهى عن المنكر وآتيه" تخريجه: الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: 6/238، وأورده النووي في: رياض الصالحين: باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف ونهى عن منكر، وخالف قوله فعله. والحديث الذي نحن بصدده الآن يصور بدقة ووضوح لمصير صنف من الدعاة: سيطرت عليه شهوة الكلام، دون أن يصاحب ذلك سلوك طيب حميد، إن مصير هؤلاء يوم القيامة: أن تأتى بهم الزبانية موثوقين بالأغلال. ثم تلقى بهم في النار، فإذا بهم من شدة وهول ما رأوا وما لاقوا تنهار أعصابهم، وتفكك أوصالهم، وتخرج أمعاؤهم من بطونهم، فيدورون بها - والعياذ بالله - كما يدور الحمار في الرحا، وهنا يجتمع عليهم أهل النار، ويخاطبوهم في استغراب وتجب: مالكم يا قوم؟ أي جرم ارتكبتم؟ وأي ذنب اقترفتم؟ وأنتم علماؤنا وأئمتنا، كنتم تأمروننا بالمعروف، وتنهوننا عن المنكر فيجيبونهم: حقا كنا نأمركم بالمعروف وننهاكم عن المنكر، بيد أننا حرمنا أنفسنا من الخير: إذْ ماكنا نأتي بالمعروف الذي نأمر به، وأقبح من هذا: كنا نأتي المنكر الذي ننهى عنه، وهكذا يفضحون على رأس الأشهاد جزاء استهتارهم بمنهج الله وتلاعبهم به دونما أدب أو استحياء. وإليكم بعض النصوص الواردة في شأن من يخالف قوله فعله: يقول الحق تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، وأنتم تتلون الكتاب، أفلا تعقلون" البقرة:44 "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" الصف:1 — 2 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مررت ليلى أسرى بي على قوم تقرض شفاههم بمقارض من نار، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالوا خطباء أمتك من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون" أخرجه أحمد في المسند 3/120. ما يستفاد من الحديث دعويا وتربويا: 1 - ضرورة أن يكون سلوك المسلم - لا سيما ذلك الذي يتصدى لدعوة الناس - مطابقاً لقوله، وإلا ضل وأضل، فيحمل أوزاره وأوزاراً مع أوزاره. ويعينه على ذلك: - أن يتذكر العقاب الذي ينتظره في الآخرة على النحو الذي تضمنه الحديث. 2 - ضرورة أن يعمل المسلم بكل ما يبلغه من أمر أونهي، حتى لو قصر الأمر والناهي لأن تقصيره على نفسه"كل نفس بما كسبت رهينة" المدثر 38. "ولا تزر وازرة وزر أخرى " فاطر: 18 3 - ضرورة إتقاء النار ولو بشق تمرة، فإن عذابها شديد، ويبلغ من شدته أنه يؤدي إلى انهيار الأعصاب، وتفكك المفاصل، وخروج الأمعاء في صورة قبيحة مزرية. هذا وبالله التوفيق،،،