12 نوفمبر 2025
تسجيلفي مرحلة ما قبل النضج نظن أن العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم المال لمن يحتاج إليه، وحين نكبر، وننضج، يتبين أن العطاء الحقيقي ليس عطاء المال وإنما أشياء أخرى أهم من المال أتعرفون ما هي أيها الشباب؟ إنها أشياء تتصل بالعقل والروح والخبرة والوقت: 1- نحن نعطي عطاء حقيقياً حين نعفو عمن أساء إلينا، وتصبح قلوبنا صافية. 2- نحن نعطي عطاء حقيقياً حين ندعو بإلحاح لأخ في ظهر الغيب. 3- عندما نقدم فكرة عظيمة، تغير حياة إنسان نحو الأحسن نكون قد اعطينا العطاء الحقيقي. 4- نحن نعطي عطاء حقيقيا حين نقبل عذر من يعتذر إلينا، ونقبل عشرته. 5- وعندما نحفز على الخير والنجاح ونقدم التشجيع الصادق نكون قد اعطينا العطاء الحقيقي. 6- نحن نعطي عطاء حقيقيا حين نكون مواطنين صالحين، نسهم في حمل أعباء الوطن. 7- وحين يشعر من يحتك بنا أن الحياة تكون رائعة حين يكون في جوارنا نكون قد اعطينا عطاء حقيقياً. 8- نحن نعطي عطاء حقيقياً حين نتنازل عن شيء من وقتنا لتقديم خدمة أخوية. 9- حين نقدم الاحترام لمن يستحقه، فنكون بذلك قد اعطينا عطاء حقيقياً. يقول أحد الفلاسفة: "هبة الأشياء ليست ثمينة كهبة الأفكار، بل إن الخواتم والجواهر وكل الأشياء النفيسة التي تقدمها لمن نحب ليست هبات حقيقية، ولكنها اعتذار عن الهدايا الحقيقية، الهبة الوحيدة الحقيقية هي بضعة من النفس". تأملوا أيها الشباب قول الله تعالى: "والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم" (سورة الحشر: 10". إن الأنبياء (ص) في عمومهم لم يكونوا يملكون المال، لكنهم قدموا الرؤية والمنهج والأفكار والأهداف، وعلى هديهم سار كل الصالحين الربانيين. قال صاحبي: ماذا يعني هذا بالنسبة إلى الشباب؟ قلت: إنه يعني الآتي: 1- اعملوا كل ما في وسعكم لإسعاد من حولكم، فذلك قمة العطاء. 2- حين نقدم لمسلم خدمة بإخلاص، فإننا في الحقيقة نقدمها لأنفسنا. 3- لا تخافوا من نجاح زملائكم، فهو نجاح للأمة، وأنتم جزء منها. 4- التبسم وحسن الاستقبال والتعاطف والاهتمام والمودة من أكثر ما يحتاج إليه الناس، وهو أكثر ما ينبغي أن نجود به. هذا وبالله التوفيق