13 نوفمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. أرض الله المباركة (19)

06 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة يصطفي بعض الأماكن على غيرها، ويختار من البشر على غيرهم، ويجتبي من الأزمان ويفضلها على غيرها، كسيدنا محمد ابن عبدالله خير البشر، ورمضان وليلة القدر من الزمان،ومكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس من الأماكن التي فضلها على غيرها .بيت المقدس وفلسطين خصوصا وبلاد الشام عموما، ارتبطت برسالات السماء ارتباطا وثيقا، في بداية الزمان ووسطه وآخره، حتى عُرفت بمهد الرسالات ومهبط الوحي وملاذ الأنبياء ومهاجرهم .لبيت المقدس مكانة عظيمة في حياة الأنبياء والمرسلين، فهو قبلتهم الأولى ومنارة الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، فإما ولد فيها نبي ، أو مرّ أو مات أو دفن، أو صلى وتقرب إلى الله ،أو لجأ وهاجر إليها ،أو عاش على أرضها.بيت المقدس مبتغى الفاتحين وفيه رباط المجاهدين، وهو محل الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، وقد بشّر النبي عليه الصلاة والسلام بفتحها، وفيها يحسم الصراع مع الباطل ويقتل المسيح الدجال، وهي أرض المحشر والمنشر، وفي الشام عقر دار المؤمنين.يبدأ ارتباط تلك الأرض المباركة والبقعة المقدسة والمكان الطيب، برسالة السماء في بداية الزمان، إذ بمجرد وجود المسجد الأقصى كثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، يصبح لتلك الأمكنة وما حولها شأن عظيم ومنزلة كبيرة، سيما أنها ثاني مكان على الأرض عرف التوحيد وشرفها الله بعد مكة المكرمة.عن أبي ذر رضي الله عنه قال:" قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِع في الأرضِ أولَا، قال: المسجدُ الحرامُ. قال: قلتُ: ثم أيٌّ ، قال: المسجدُ الأقصى. قلتُ: كم كان بينهما،قال: أربعونَ سنةً، ثم أينَما أدرَكَتكَ الصلاةُ بعدُ فصلِّ، فإنَّ الفضلَ فيه ".وقد رجح الحافظ ابن حجر أن بناء المسجد الأقصى في بيت المقدس تم في عهد آدم، كما بني المسجد الحرام في مكة المكرمة بعهده أيضا، فيقول، وكذا قال القرطبي أن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان هما بنيا المسجدين ابتدأ وضعهما لهما بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما. هذه البداية لتلك الأرض المقدسة، تعطينا دلالات وإشارات لأحداث عظام وأمور جسام ستقع وتحصل عليها، فهي لب ومحور الصراع بين الحق والباطل، منذ أن أوجدها الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.لم يعرف التاريخ بقعة ارتبطت زمانيا برسالة السماء كما هي في بيت المقدس، وكان لها شأن عظيم وتعلق كبير في حياة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، إذ بشر بفتحها، كما في حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ، وهو في قُبَّةٍ من أُدْمٍ، فقال: " اعددْ ستًا بين يديْ الساعةِ: مَوْتِي، ثم فَتْحُ بيتِ المقدسِ ... ".لم يكتف عليه الصلاة والسلام ببشارة أصحابه بفتح بيت المقدس، بل شارك بنفسه في غزوة تبوك، ثم جهز عليه الصلاة والسلام جيشا بقيادة أسامة بن زيد في معركة مؤتة، واستمر هذا البعث بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، حتى فتحت بيت المقدس في زمن الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه...والى الغد بمشيئة الله.