16 نوفمبر 2025
تسجيل"أصدر وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم قراراً وزارياً بفتح 9 مدارس مستقلة جديدة.." هذا ما نشرته صحيفة الشرق بتاريخ 25 يونيو 2015 بالعدد 9870. ولن أدخل في تفاصيل هذا القرار، ولكن في أسماء المدارس الجديدة جاء في القرار أن تسمى المدارس الجديدة: "مدرسة ماريا القبطية"، "مدرسة الشفاء بنت عبدالرحمن الأنصارية"، "مدرسة زينب بنت جحش"، "مدرسة عبدالله بن رواحة"، "مدرسة سعد ين معاذ"، "مدرسة جابر بن حيان"، "مدرسة معاذ بن جبل"، "مدرسة ابن الهيثم"، "مدرسة حسان بن ثابت".فاستوقفني هذا القرار وقلت.. جميلة هذه الأسماء وروعة أن نربط طلابنا وطالباتنا بهذه الأسماء الخالدة العظيمة من أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعلماء المسلمين رحمهم الله، إنها ليست فقط مجرد أسماء تطلق على المدارس، ثم يخرج الطالب وينهي مرحلته التعليمية وينتقل إلى مرحلة أخرى سواءً الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ولم يعرف شيئاً عن هذه الشخصية التي سُميت مدرسته بها طوال سنوات الالتحاق بها سوى الاسم فقط أو يعرف معلومات سطحية عنها. هذه مسؤولية من في المقام الأول؟ إنها مسؤولية المدرسة بالدرجة الأولى من إدارة مدرسية وعلى عاتق إخواننا المعلمين، وكل من له تواصل مع الطلاب والطالبات بتوصيل المعلومات عن هذه الشخصية والقيم التي كانت تحملها في مجتمعها، والأخلاق التي كانت تعيش معها في حياتها، خدمة لدينها وأمتها بل وللإنسانية جمعاء قولاً وعملاٍ وسلوكاً وممارسة، وكيف هو — أي الطالب والطالبة — يتحرك بها مع نفسه وفي مجتمعه ومع أمته. فهولاء الأعلام القمم لم يعرفوا العصبية ولا الإقليمية ولا العروبية، بل عرفوا وفهموا حق المعرفة والفهم والعمل قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين)، فالتعريف بهؤلاء الكبار من أعلام الأمة من قبل الطاقم المدرسي بمختلف فئاته مسؤولية تربوية وتعليمية وقيمية تقع عليهم، فهذه الأسماء لم تُسمّى بها مدارسنا لتزيين واجهات المدارس بها، أو ليقال اننا أطلقنا هذه الأسماء على المدارس فقط كاسم. ونقول لقد وفقتم كل التوفيق وبارك الله فيكم باختيار وإطلاق هذه الأسماء الكبيرة على هذه المدارس الجديدة. ونؤكد ان المسؤولية التالية على من يكون داخل المدرسة ويتحرك في بيئتها التربوية التعليمية، ضعوا لها برامج عملية لتعريفهم بهؤلاء القمم الأعلام حق المعرفة.. فهل ستكونون على قدر المسؤولية أم هي مهنة تؤدى؟ أنتم تستطيعون وأنتم لها.ومضة نأمل إعادة النظر في أسماء بعض المدارس الحالية حيث ان بعضها ليس لها تاريخ أو إسهامات سواء في المجتمع أو الأمة، فماذا عسى أن نقول عنهم أمام طلابنا وطالباتنا وما هي القيم التي سنوصلها لهم عنهم؟! لاشيء.