05 نوفمبر 2025

تسجيل

جريمة خيانة الأمانة.. الواقع والمآلات

06 مايو 2024

جريمة خيانة الأمانة هي إحدى الجرائم التي تعتبر من الجرائم الخطيرة والتي تتسبب في تدمير الثقة والتعاون بين الأفراد والمجتمعات. تعريف خيانة الأمانة يمكن أن يكون متنوعًا بعض الشيء ولكن في العام، يمكن وصفها بأنها عملية خيانة الثقة الموجودة بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص، عندما يقوم أحدهم بخداع الآخر أو ينتهك الثقة التي وضعت فيه. وتعد خيانة الأمانة مشكلة اجتماعية وأخلاقية خطيرة، فعندما يتم انتهاك الثقة والأمانة، يتأثر العديد من الجوانب في الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات، من بين هذه الجوانب: 1. تدمير الثقة: عندما يتم اكتشاف أن شخصًا قد خان الأمانة، يتم تدمير الثقة التي كانت توجد بينه وبين الآخرين، هذا يؤدي إلى صعوبة في إعادة بناء الثقة وتقوية العلاقات الاجتماعية. 2. الآثار النفسية: يعاني الشخص الذي تم خداعه أو خداعها نتيجة لخيانة الأمانة من آثار نفسية سلبية، فقد يشعر بالخيبة والغضب والإحباط والقلق، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور الصحة العقلية والعاطفية للشخص المتضرر. 3. الآثار الاجتماعية: تؤثر خيانة الأمانة على المجتمع بشكل عام، فعندما يكون هناك انتهاك للثقة بين الأفراد والمؤسسات، يتأثر التعاون والتناغم الاجتماعي. يمكن أن تنشأ الصراعات والخلافات وتتدهور العلاقات بين الأفراد والمجتمعات. 4. الآثار الاقتصادية: قد تؤثر خيانة الأمانة على الاقتصاد بشكل كبير، فعندما يتم انتهاك الثقة بين الأفراد والمؤسسات، يمكن أن تنخفض الاستثمارات وتتراجع الثقة في النظام المالي. قد تتسبب هذه الآثار في تدهور الاقتصاد وتأثيره سلباً على النمو والتنمية. وفي هذا السياق توسع المشرع القطري في بيان هذه الجريمة وشدد العقوبة فيها وأورد لها عدة صور، حيث شملت الجريمة كل من اختلس أو استعمل أو بدد مبالغ أو سندات أو أي مال منقول لإضرار أصحاب الحق فيه، كما شملت كل شخص استولى بنية التملك على مال وقع في حيازته خطأ مع علمه بذلك، كذلك من صور هذه الجريمة اختلاس الشخص منقولا مملوكا له مرهونا ضمانا لدين عليه أو على آخر وغيرها، والمال هنا يكون قد سلم إليه بناء على عقد وديعة أو إيجار أو عارية استعمال أو رهن أو وكالة. وتراوحت العقوبة فيها بالحبس بما لا يتجاوز السنتين إلى ثلاث سنوات والغرامة التي لا تزيد على عشرة آلاف ريال قطري كما جاء في قانون العقوبات في المواد 362 وما بعدها. ويتحقق القصد الجنائي في هذه الجريمة بثبوت نية التملك وحرمان صاحب الحق منه، ولا يشترط في هذه الجريمة إلحاق الضرر بالمجني عليه او وقوعها بالفعل عليه، بل يكفي إكمال أركانها وان كان الضرر محتمل الوقوع باعتبار أن المال موضوع الجريمة يكون أصلا في حيازة الجاني، ولكن تتغير نيته فتصبح الحيازة هنا من حيازة ناقصة إلى حيازة دائمة كاملة على سبيل التملك. إن من الضروري أن ندرك أن جريمة خيانة الأمانة ليست مجرد انتهاك للثقة بل هي عمل يتعدى حدود الأخلاق والقيم وتكسر عهد النزاهة والموثوقية بين الأفراد بصفة خاصة والمجتمعات بصفة عامة. وهنا يجب على الفرد تعزيز الوعي الأخلاقي والتربية على النزاهة وتحمل المسؤولية، كما يجب على المؤسسات والهيئات وضع السياسات والإجراءات التي تقوم على الشفافية وتقوي الثقة بين أفرادها مع مراقبة الأداء وحسن العمل.