13 نوفمبر 2025
تسجيلفي الأسبوع الماضي، انتقد الكاتب في صحيفة الشرق، عبد العزيز الخاطر، وضعية الإعلام القطري، ووصف المحتوى المقدم بأنه "متكرر" ويفتقر إلى الإبداع. كما دعا الخاطر زملاءه الصحفيين القطريين إلى التحلي بالجرأة والتغلب على "مخاوفهم الداخلية" من ارتكاب أخطاء أو التعرض للنقد. وخلص إلى أنه "بينما أعطت الدولة بعض المساحة، لحرية الصحافة" لا يمكن تحقيق التقدم إلا عندما يُمنح الإعلام القطري "حرية إضافية". وتزامنت دعوته للتغيير مع الاحتفال هذا الأسبوع باليوم العالمي لحرية الصحافة حيث تبقى حرية الإعلام حجر الزاوية في المجتمعات الديمقراطية وضرورية لحماية حقوق الإنسان. يحق لكل فرد ممارسة حرية الرأي والتفكير، ومن الجدير الاشارة الى أن الحق في حرية التعبير منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأعيد تأكيده في المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ويشمل حرية البحث عن المعلومات والأفكار بكافة أنواعها وتلقيها وتداولها، سواء كانت شفهية أو مكتوبة أو مطبوعة، أو من خلال أي وسيلة أخرى يختارها الفرد. وهناك بعض القيود المفروضة ولكن يجب أن تكون متوافقة مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. للأسف، تتعرض حرية الإعلام للخطر بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم. يستمر إسكات الصحفيين أو مهاجمتهم. وفقًا للجنة حماية الصحفيين، قُتل 25 صحفيًا أثناء أداء عملهم في عام 2019. بالإضافة إلى ذلك، كان 389 صحفيًا حول العالم في السجن في عام 2019، كما وثقته مراسلون بلا حدود. إن تصاعد العنف على أساس النوع الاجتماعي والمضايقة في مجال الصحافة هو أيضًا مصدر قلق مستمر. وفقًا لليونسكو، تواجه الصحفيات قدرًا متزايدًا من العنف، حيث يمثلن ما يقرب من 10 ٪ من الصحفيين الذين قتلوا خلال العقد الماضي. في ضوء جائحة كوفيد 19، تبرز حاجة أكبر لحماية وتعزيز الدور الحاسم لوسائل الإعلام المستقلة. وفقًا لمؤشر حرية الصحافة العالمي بسبب ارتفاع الضغوط السياسية والمجتمعية أثناء الوباء، ارتفعت نسبة البلدان ذات الترتيب "السيئ للغاية" في مجال حرية الإعلام إلى 13٪ في عام 2020. في هذه الأوقات الاستثنائية، يجب حماية عمل الصحفيين لأنهم الضامن لتلقي المجتمعات المعلومة، وتمكينهم تعزيز التدابير الصحية ومحاربة المعلومات الكاذبة أو المضللة. لمواجهة هذه التحديات، تضافرت جهود الصحفيين والمجتمع المدني والحكومات والمنظمات الدولية لحماية وتعزيز حرية وسائل الإعلام. على سبيل المثال، استضافت كندا والمملكة المتحدة في عام 2019 المؤتمر العالمي الأول لحرية الإعلام في لندن وشكلتا تحالف حرية وسائل الإعلام، وهي شراكة تضم أكثر من 40 دولة تعمل معًا بشكل استباقي للدفاع عن حرية وسائل الإعلام عبر الإنترنت وعن طريق الوسائط الأخرى. في نوفمبر2020، استضافت كندا وبوتسوانا المؤتمر العالمي الثاني لحرية الإعلام عبر الإنترنت، ودعت الصحفيين والخبراء من جميع أنحاء العالم للتصدي للتحديات الأكثر إلحاحا لحرية الإعلام، مع التركيز على القضايا المتعلقة بالديمقراطية والتضليل وكوفيد - 19. من جانبها أعربت قطر عن التزامها بحماية حرية الصحافة. على سبيل المثال، في عام 2020 خلال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أعربت قطر عن قلقها من استهداف الصحفيين في العالم العربي بسبب ممارستهم مهنتهم وحثت الحكومات على ضمان حماية الصحفيين، بما في ذلك الصحفيات، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات والمساءلة عن الانتهاكات والجرائم. في حين أن التزام قطر أمر مشجع، إلا أن هناك حاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتعزيز المزيد من حرية وسائل الإعلام، على سبيل المثال من خلال إزالة القيود المفروضة على الآراء التي تنتقد مؤسسات الدولة والمسؤولين في وسائل الإعلام التقليدية وعلى الإنترنت. عرفت قطر العام الماضي مجموعة من الأحداث المهمة، سواء في مجالات الدبلوماسية أو الصحة أو قانون العمل أو الرياضة. وقد لعب الإعلام والصحفيون القطريون دورًا حاسمًا في تغطية هذه التطورات. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى تغطية إخبارية أكثر صدقًا وجرأة، سواء حول إصلاحات العمل، أو كوفيد - 19، أو حقوق المرأة، أو الحصار. بعد كل شيء، قطر هي موطن قناة الجزيرة، والتي حسب مراسلون بلا حدود "غيرت المشهد الإعلامي في بقية العالم العربي". وبالمثل، أشاد عبد العزيز الخاطر بالجزيرة لدورها الريادي في المنطقة. ومع ذلك، سارع إلى الإشارة إلى عدم وجود وسائل إعلام عربية محلية في نفس المستوى. في وقت لاحق من هذا العام، ستجري قطر أول انتخابات على الإطلاق لمجلس الشورى، حيث من المتوقع أن يلعب الصحفيون ووسائل الإعلام دورا حاسمًا في تغطية هذا الحدث التاريخي، من خلال تقديم تغطيات محايدة ونزيهة، مما سيسمح للناخبين باتخاذ قرارات مستنيرة. وبالمثل، من المتوقع أيضًا حماية حرية وسائل الإعلام وقدرتها على توفير تغطية غير موجهة عند اقامة الحدث الرياضي العالمي الأكثر شهرة في قطر في عام 2022. سيتدفق الصحفيون بالمئات إلى قطر لتغطية بطولة كأس العالم لكرة القدم، ويجب ضمان حريتهم في التغطية الاعلامية. مع احتفالنا باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا الأسبوع، نشكر جميع الصحفيين في أنحاء العالم الذين يكشفون عن الظلم ويقدمون لنا الحقائق للتفكير بحرية ونقد لكل القضايا حول العالم. يلعبون دورًا أساسيًا في الدفاع عن الحقيقة وتعزيزها في أنحاء العالم ويجب السماح لهم بنقل الحقائق بحرية واستقلالية. سفيرة كندا لدى الدولة