حديث عن التدريب

التدريب منظومة متكاملة وشاملة ومستمرة فهو علم ومعرفة وصقل للمهارة، ويُرشد للقيم والأخلاقيات في العمل والحياة بصورة عامة، وهو حق للموظف مهما كان سلّمه الوظيفي، وواجب على المؤسسة أن توفره للموظف بمسؤولية وبجودة عالية وتطبيق لأفضل الممارسات في مجال العمل، وهو كذلك إعداد وتطوير وتحسين وثقافة وتغيير واهتمام واستثمار، ويمدُّ المؤسسة بالكفاءات التي يوفرها التدريب المنظّم والمخطط له بشكل متميز عالي الجودة، فهل التدريب الآن يمثل الواقع ويعمل له، ويحقق الطموح ويلبي الاحتياجات، ويستشرف المستقبل؟ فالتدريب ليس إدارات أو أقساماً تُنشأ في مؤسسات ثم لا شيء-ولا نعمم-، والتدريب ليس برامج تُعطى بالكم ثم يقال عدد البرامج في هذه السنة كان كذا وعدد المتدربين كان كذا..، والتدريب ليس فقط نقل معرفة وتوصيل معلومة في إطارها النظري البحت، والتدريب ليس حضورا وانصرافا -أنا موجود-، والتدريب ليس شهادات توزّع في اليوم الأخير للبرنامج تُمنح للمشاركين، والتدريب ليس للترفيه أو قضاء وقت في مكان التدريب، والتدريب ليس نزهة أو سياحة خارجية فقط وإن كان فيه جزء من الترويح عن النفس فهذا لا يمنع، ولكن أن يكون كله سياحة فهذا ليس تدريبا، والتدريب ليس للترقية وتعديل الدرجة الوظيفية فقط و إن كان لا مانع من ذلك- ولكن-، والتدريب ليس كمحاضرات ودروس الجامعة، والتدريب ليس حضورا بالجسد والقلب والعقل ساهِ ولاهِ واليد مشغولة بالجوال بتواصلها الاجتماعي أو بالأحاديث الجانبية، والتدريب ليس ميزانية مخصصة يراد صرفها بأي صورة على تدريب غير مخطط له ولا رؤية واضحة، والتدريب ليس كل من عنده جرأة في الوقوف أمام الناس قال عن نفسه إنه مدرب في مواقع التدريب، والتدريب ليس تبادلاً لأحاديث وقصص، وتضخيم داء الأنا أمام المتدربين-ولا نعمم-. والتدريب ليس مرتبطا -أبداً- بردة فعل في العمل المؤسسي اليومي، والتدريب لا يقوم على الارتجالية والعشوائية، والتدريب ليس مادة تدريبية ورقية بين أيدي المتدربين، أو مادة يتم عرضها على الشاشة، والتدريب ليس محصوراً لفئة دون أخرى، فمنظومة التدريب صناعة وجودة، فهل نُحسن ونجيد صناعتها واستثمارها؟. "ومضة ""مؤسسة بدون هدف كسفينة بدون دفة " فتأمل..