13 نوفمبر 2025

تسجيل

ما خفيَ أعظمُ، والقادمُ أشدُّ إيلاماً

06 مارس 2018

يبدو أنَّ الصفعةَ، التي لطمتْ بها قناةُ الجزيرةِ وجوهَ المتآمرينَ في دولِ الحصارِ، كانت موجعةً فجعلتهم كالسكارى لا يعرفونَ ما يفعلونَ سوى زيادةِ مستوياتِ انحطاطهم الأخلاقيِّ في مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ. فبعدَ انتهاءِ بثِّ  برنامج: ما خفيَ أعظمُ، مساءَ الأحدِ الماضي، لم يعرفِ النومُ سبيلاً إلى عيونِ غلامِ دحلانَ وليِّ عهدِ إمارةِ الخرابِ الظبيانيةِ، وأتباعهِ في الرياضِ والمنامةِ، فقاموا بتوجيه الرعاعِ من الذبابِ الإلكترونيِّ لشنِّ حملاتٍ بائسةٍ بهدفِ تقليلِ تأثيراتِ البرنامجِ على شعوبهم المحرومةِ من التفكيرِ والتعبيرِ إلا بما يرضي كهنةَ معابدِ النفاقِ السياسيِّ والتخلفِ الحضاريِّ في دولهم. لكنَّ ذلك لم ينفعْ، لأنَّ الفضيحةَ عظيمةٌ ولا يجدي معها ارتفاعُ حدةِ نعيقِ قرقاش، ونعيبِ الجبيرِ، ونهيقِ الحثالاتِ من الذبابِ الإلكترونيِّ.    لقد كشفَ البرنامجُ حقائقَ مهمةً تتمثلُ في التالي:    1) بلادنا دولةُ الإنسانِ والدستورِ والقانونِ: فالذين شاركوا في المحاولةِ الانقلابيةِ، سنةَ 1996م، خرجوا من السجنِ بعد انقضاءِ المدةِ التي حكموا بها، ولم يتعرضْ ذووهم للتضييقِ، بل إنَّ رواتبهم كانت تدفعُ لأسرهم طوالَ مدةِ سجنهم. أما في دولِ الحصارِ، فلا كرامةَ للمواطنِ، ولا قانونَ ودستورَ يستطيعُ المواطنونَ الاحتكامَ إليهما، بل يتم اعتقالهم وإخفاؤهم، ويتعرضُ ذووهم للإذلالِ والإفقارِ. هل يستطيعُ السعوديونَ، مثلاً، أنْ يتحدثوا بصراحةٍ عن اعتقالِ الشيخ سلمان العودةَ؟. واللهِ، لا يستطيعونَ، لأنهم ليسوا في قطرَ التي يلتزمُ الجميعُ فيها بالدستورِ والقانونِ.      2) إمارةُ دحلانَ الظبيانيةِ رأسُ أفعى التآمرِ: ففي سنةِ 1996م، وجريمةِ الحصارِ،  قادتِ الإمارةُ المؤامرتين، وكان غلامُ دحلانَ، وليُّ عهدِ أبو ظبي الحالي، هو المشرفُ الأعلى على التخطيطِ والدعمِ العسكريِّ والماليِّ، والموجهُ والداعمُ الرئيسُ لجيوشِ الانحطاطِ في إعلامِ ووسائلِ التواصلِ في دولِ الحصارِ. ولذلك، نؤمنُ جازمينَ بأنَّ العلاقاتِ بين بلادنا والإمارةِ ستبقى زمناً طويلاً في حدودها الدنيا، وهذا لا يضيرنا ولا يضرُّ بنا، بل سيكونُ أحدَ العواملِ في حفاظنا على بلادنا وشعبها ونظامها السياسيِّ.        3) السعوديةُ حديقةٌ خلفيةٌ لأبو ظبي: فقد لعبتْ سنةُ 1996م نفسَ الدورِ الذي تلعبه في جريمةِ الحصارِ كتابعٍ مطيعٍ لغلمانِ دحلانَ. وهو دورٌ لا يليقُ بها وبحجمها، بل إنه جعلها تخسرُ تأثيرها ودورها في العالمينِ العربيِّ والإسلاميِّ. والغريبُ أنَّ بلادنا كانتْ دائماً الحليفَ الصادقَ الصدوقَ للمملكةِ، والإماراتُ هي اللاعبُ الرئيس ضدها، مما يعني أنَّ الرياضَ تفتقرُ للقدرةِ على التخطيطِ الاستراتيجيِّ، وهو ما يجعلنا ننظرُ إليها بريبةٍ وشكٍّ، ونسعى لإيجادِ ضامنينَ دوليينَ لحسنِ الجوارِ معها. فقد علمتنا المحاولةُ الانقلابيةُ الأولى، وعلمنا الحصارُ، أنَّ الدولَ قد تكونُ كبيرةً بمساحتها وتعدادِ سكانها، لكنها صغيرةٌ جداً في أخلاقها السياسيةِ والتزامها بالقانونِ الدوليِّ.      4) الأدوارُ الذيليةُ للبحرينِ ومصرَ: فهاتانِ الدولتان المختلفتانِ كلياً، مساحةً وسكاناً وتاريخاً، تتشابهانِ في كونهما مجرد دولتينِ وظيفيتينِ تتعيشانِ طفيلياً على الأجورِ التي يقدمها الآخرونَ ثمناً لاتخاذهما مواقفَ مخزيةً، وقيامهما بأدوارٍ قذرةٍ يبيعانِ فيها الكرامةَ الوطنيةَ، والشرفَ السياسيِّ، لتزدادَ ثرواتُ القابعينِ في قصرِ الصافريةِ بالمنامةِ، وقصرِ الاتحاديةِ في القاهرةِ، بينما يعاني شعباهما من الاستبدادِ والفقرِ والتهميشِ.       طوالَ واحدٍ وعشرينَ عاماً من التآمرِ علينا، والإساءةِ إلينا، كنا، قيادةً وشعباً، نتعاملُ مع الأنظمةِ السياسيةِ المتخلفةِ للدولِ الثلاثِ بصبرِ المؤمنِ باللهِ، وعزةِ المسلمِ الصادقِ، وشهامةِ العربيِّ الأصيلِ، حرصاً على روابطِ الأخوةِ مع الشعوبِ، وحفاظاً على الهيكلِ الهشِّ لمجلسِ التعاونِ، آملينَ أنْ تصحوَ الأخلاقُ الكريمةُ في نفوسهم المريضةِ، لكنَّ طباعَ السوءِ، وغرائزَ التآمرِ فيهم كانتْ قويةً لدرجةِ أنهم على استعدادٍ للانسلاخِ عن الإسلامِ والعروبةِ، فحاولوا، قبلَ تسعةَ شهورٍ، تكرارَ ما فشلوا فيه سنةَ 1996م، ففشلوا مرةً أخرى، وحانَ الوقتُ لنقولَ لهم إننا سرنا في دروبِ النهضةِ وبناءِ الدولةِ الحديثةِ، وابتعدنا عن مستنقعاتِ تخلفهم ومؤامراتهم، وتركناهم يتمرغونَ في أوحالها.