11 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر تستضيف التاريخ

06 يناير 2014

استضافة دولة قطر لمونديال كأس العالم في 2022 حدث تاريخي غير مسبوق، وذلك من نافلة استخلاص الحدث، ولكنه تأكيد يستدعيه الفخر بما حققته قطر على عدة أصعدة، وطنية وخليجية وعربية وإسلامية، فذاك إنجاز يكتبه التاريخ بأحرف من نور، ومن ينجح في استضافة تاريخ كهذا فإنه يلازمه إلى الأبد ويجعله إضافة نوعية تثري الروح الوطنية ويجعل منه مصدر فخر واعتزاز جيلا بعد جيلا، فمن بين دول العالم ليس سهلا تدوير الاستضافة كل أربع سنوات على أكثر من مائتي دولة عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم.قطر واكبت حظوظها في الاستضافة لتؤكد جدارتها بهذا الشرف الدولي الرفيع من خلال تأسيس بنية تحتية متطورة ومذهلة وساحرة تقدم رؤية جديدة في مجريات اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وفي ذلك التاريخ لا تنظر عين العالم إلى مستطيل أخضر في الوكرة أو السد وحسب وإنما تجول في كامل الدولة وتنظر عميقا في إنسانها الذي يدهشه بعنايته بالتفاصيل ورقيه الحضاري الذي يرتقي به لأن يكون مميزا ومناسبا لحدث دولي فريد كاستضافة كأس العالم.ليس الأمر مجرد استضافة وإنما لذلك قيمه ومعانيه الأخرى التي تعكس تطور قطر وإنسانها، وقدرته الفائقة على تنظيم حدث ضخم كهذا ليس مجرد تنظيم روتيني وإنما وضع العالم كله في محطة جديدة عليه أن يواصل منها ويستلهم منها ويقف عندها، لقد فعل القطريون الكثير ليحصلوا على هذا التقدير الدولي ويؤكدوا أنهم أصحاب طموح وهمة وإرادة لا تعرف المستحيل خاصة إذا ما علمنا أن الظفر بشرف التنظيم يخضع لمراجعات دقيقة ومعقدة نجحوا في عبورها وتفكيك تعقيدها بذكاء يحسدون عليه فكان لهم ما سعوا إليه.وفي الأخبار أن مسؤولا قطريا صرح مؤخرا أن بلاده ستكون جاهزة لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم في أي فصل يختاره الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) مؤكداً أن الملاعب ستكون مكيفة حتى لو أقيمت النهائيات في الشتاء، وذلك هو تمام الرقي والاستعداد الحضاري الذي يؤكد قيمة قطر وشعبها وتحملهم لمسؤولية كبيرة كهذه يتابعها مليارات البشر ويترقبونها كل أربعة أعوام، ولذلك فإننا لا نبارك لقطر وقيادتها هذا الإنجاز وإنما نبارك لأنفسنا أن صعدنا من خلال إرادة إخوتنا إلى هذا الموقع العالمي الذي يشعرنا بالفخر من أجل قطر وقيادتها وشعبها، وسيكتمل الشرف بإذن الله بمونديال يبعث الفخر لكل الإنسانية في دوحة العرب التي أصبحت دوحة العالم.