06 نوفمبر 2025

تسجيل

قاسم حداد

05 ديسمبر 2015

كنت أتجاذب أطراف الحديث مع بعض الشعراء، فجأة طرح أحدهم سؤالاً يحمل الكثير من المعاني والدلالات، قال: هل هناك الآن شاعر بمقدوره أن يقدم أمسية مثل ما كان قبل أعوام؟ هل هناك اسم رنان يجذب عشاق الشعر مثل محمود درويش أو نزار قباني أو محمد الفيتوري أو غيرهم؟ كان الطرح يحمل الكثير من الأسى، هذا لا يعني أن الساحة خاوية على عروشها فما زال هناك بعض الأسماء، هناك الشاعر الكبير قاسم حداد وهو الأبرز المغرد على فن الشعر، يجوب العالم وينثر الدرر وهو الوحيد الذي أسلم القيادة للشعر، نعم كان حبه في جيد الشعر البحريني ذات يوم، وكان من الشعراء الأصدقاء علوي الهاشمي، وعلي عبدالله خليفة وبعض الأسماء، ولكن هذا الشاعر واصل العطاء والإخلاص للشعر، وعلاقتي به تمتد لأكثر من أربعة عقود وهو في كل موسم يضيف إلى رصيد الشعر الخليجي والعربي الشيء الكثير. نعم تحوّل قاسم حداد إلى رقم صعب في مسارنا الشعري العربي وعبر الحدود، حتى أدرج اسمه ضمن أبرز شعراء هذا العصر، بدءاً بالتنوع والبحث والدراسة، لذا فهو يملك هذا الرصيد من الدواوين وأذكر أن هذه القامة قد أهداني المخطوط الأول وكان يحمل عنوان "أبجدية القرن العشرين" ومن المؤسف أنني أعرته لإنسان ما، ولم يقم بإعادته مرة أخرى، وكان هذا ثاني درس بأن أحجم عن إعارة أي كتاب لأي فرد.قاسم حداد هو بحق شاعر الإنسان، حيث يطرح هموم وآلام الناس البسطاء، وهو مهموم بقضية الوطن، هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء، قاسم حداد. شاعر الموقف والثبات على الموقف والالتزام.ولذا فإن جل الدواوين والأعمال الشعرية تفرض سيطرتها على القارئ وسطوتها على الدارس والباحث، إنه بحق رافع لواء الشعر الخليجي والعربي في آن واحد، وصاحب مدرسة يتخرج من فصوله العديد من الأسماء، هو لا يهتم بمن يعترف بمدرسته لأنه لا يبالي سوى بالشعر، يعيش، يتنفس الشعر.سيظل قاسم حداد الشاعر والإنسان جزءاً من واقعنا، لأنه شاعر كبير.. لماذا؟ لأنه شاعر الناس البسطاء في كل مكان!!