06 نوفمبر 2025

تسجيل

كاليجولا.. ألبير كامو

05 ديسمبر 2013

بعد نشر مقالنا السابق عن الكاتب الفرنسي العظيم موليير تلقيت العديد من التعليقات عبر بريدي الإلكتروني وكانت كلها والحمد لله إيجابية وفيها يطلب القراء الأعزاء المزيد من الأعمال الأدبية الفرنسية.. وبناء على رغبتهم الكريمة أخصص مقالي هذا والمقال القادم عن أحد عمالقة الأدب الفرنسي وهو "ألبير كامو". يعد الفرنسي ألبير كامو – مؤلف مسرحية كاليجولا - من أعظم كُتاب الرواية والمسرحية في القرن العشرين حيث فاز بجائزة نوبل للآداب عن أعماله الإبداعية.. وهو بالإضافة إلى كونه كاتبا فهو يصنف ضمن الفلاسفة فضلا عن كونه من أبرز الثوار فى القرن العشرين. ولد ألبير كامو فى السابع من نوفمبر عام 1913بقرية موندوفي بالقسطنطينية بالجزائر إبان الاحتلال الفرنسي من أب فرنسي وأم تعود لأصول اسبانية.. تلقى تعليمه بجامعة الجزائر ثم انخرط في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني وهذا هو ما شكل وجدانه واهتماماته التي من أهمها السياسة والعدالة والإنسانية والأخلاق والحب. من أهم رواياته"سوء فهم"و"الطاعون"و"الغريب" وتلك الأخيرة تعد من أعظم روايات القرن العشرين.. أما مسرحية"كاليجولا"والتي نعرض لها في هذا المقال فقد كتبها عام 1938 إبان صعود جحافل النظم الاستبدادية والفاشية في ألمانيا بقيادة هتلر وايطاليا بقيادة موسوليني واسبانيا بقيادة فرانكو.. وعرضت على خشبة المسرح عام 1944.. أي قبل سنة واحدة من نهاية الحرب العالمية الثانية وكانت نبوءة مبكرة بنهاية الطاغية الألماني هتلر.. وكاليجولا هو إمبراطور روماني طاغية ( المعادل الموضوعي لهتلر وأي طاغية آخر ) وكان أيضا غريب الأطوار حيث فاجأ الحراس والجنود باختفائه ذات ليلة ولم يُعثر له عل أثر لمدة طويلة.. واجتمع أشراف روما بعد أن ساورتهم الهواجس حول اختفائه لاختيار إمبراطور جديد للبلاد وذلك لاعتقادهم أن كاليجولا قد هلك حزنا على شقيقه الذي كان قد مات مؤخرا.. ولكن كاليجولا فاجأهم بعودته وكان حزينا شارد الذهن ليس لموت شقيقه كما اعتقد الأشراف بل لأنه لم يوفق في مهمته التي اختفى من أجلها وهى العثور على القمر الذي كان يود امتلاكه ليضمه إلى إمبراطوريته لتكتمل أبهة عرشه. وهكذا أصاب كاليجولا مس من الجنون وتحول إلى إنسان مدمر وأصبح فظا وقاتلا وسفك دماء الأصدقاء والأعداء حتى أشاع الرعب بين أهل روما حتى اغتالوه ولقي مصير كل الطغاة وهو ما كان يقصده النقاد بالنبوءة المبكرة لنهاية هتلر. ونلتقي في مقال قادم لنعرض المزيد من أعمال ألبير كامو الذي مات في الرابع من يناير عام 1960 وكذلك بعض من أفكاره وأقواله. وإلى اللقاء بحول الله.