08 نوفمبر 2025

تسجيل

إن عُدت .. عـُدنا !

05 نوفمبر 2014

حينما تقع التفجيرات في سيناء ويسقط الجنود المصريون في ليبيا ويقدم السيسي تعازيه لأهالي القتلى في القاهرة فهذا يؤكد أن هذه (الحدوتة) لم تمر على (فلتر الرئاسة) في القصر الجمهوري الذي تسكنه حكومة الانقلاب في مصر !.. فعدم إظهار صور قتلى الجيش رحمهم الله في سيناء وخروج توابيت متشحة بالعلم المصري من مطار ليبيا متجهة إلى القاهرة يفسر سر اللغط الدائر اليوم وهو أين قُتل كل هؤلاء إن كانت القيادة في مصر قد امتنعت عن إظهار تفاصيل أكبر عن تفجيرات سيناء سوى الخطاب المهزوز الذي خرج به السيسي حينما قال ( ولسه حنشوف تاني وتالت مرة من ده)؟!.. هل يمكننا اليوم وبعد كل ما يجري في سيناء التي لا تزال حتى هذه اللحظة مصرية الأرض والهوية وبعد هذا التصريح غير المفلتر أن نقول بأن سيناء يمكن أن تعود إلى أحضان إسرائيل بفعل فاعل؟!..وهل يمكن أن يعي الجيش المصري مغبة ما فعله منذ أكثر من سنة حينما ترك مراكزه من على تخوم البلاد واتجه ليدعم الانقلاب ليكمل دائرته السلطوية التي أحكمت سلاسلها على دماء شعب أعزل يقتل حتى هذا الوقت على يد من عليهم أن يحقنوا دمه ويوفروا له أمانه وأمنه؟!.. هل سنشهد في الفترة القليلة المقبلة مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن يستوفي الانقلاب مهمته الكاملة في سيناء وفق الخطوات التي بدأها منذ عهد مرسي وحتى لحظة التفجيرات التي جرت بشكل دراماتيكي وخرجت بمجموعة أسئلة لن يستطيع أحد الإجابة عليها من مدبري هذه التمثيلية هناك؟!.. ونحن كعرب ننتمي لجمهورية مصر العظيمة كبلد له ثقله السياسي والجغرافي والاقتصادي نرفض فعلاً أن تتحول مصر وتنحدر داخلياً إلى ما يمكن أن يؤثر على مكانتها لدينا وفي المنظومة العربية ككل وهذا ما يجب أن يتيقظ له شعب وجيش المحروسة إن كان لايزال فيها من الأحرار الذين يفكرون ويستوعبون أن حكم حسني مبارك لايزال قائماً حتى وإن جاء على شكل السيسي وإن ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 كانت مثل (الاستغماية) التي اختبأ فيها مبارك في شرم الشيخ حتى خروجه بريئاً معافى سالماً غانماً يدلي بتصريحات قيمة ويتلقفه إعلاميون بارزون ليدونوا كلامه الذي قال في آخر كلمات منه ( أعجب من الذين ينتقدون السيسي وهو لسه ما قالش بسم الله) على اعتبار أنهم صبروا على مرسي ليقولها يا عيني ! ..لا يمكن أن نخفي ألمنا ولولا ثورة تونس التي بدأت تحصد ثمار ثورتها من خلال صناديق الاقتراع وفوز من اختاره شعبها لكنا قد كفرنا بما يسمى بالربيع العربي رغم قناعتي بأنه لولا فشل ثورة 25 يناير المصرية لكنت فعلاً قد آمنت بثورات الدول العربية التي بدأت تأخذ طريقاً آخر على غير ما بدأت به مثل سوريا التي يقف العالم اليوم متحداً مع نظامها والمقتول شعب أعزل دخل في دائرة عدائه مع تنظيم داعش ليكون هو الضحية من أطفاله وشبابه للأسف .. أما تونس فنحن فرحون لما وصلت إليه دون أن تراق نقطة دم تونسية ويكون المجني عليه بريء والجاني عسكري أو بلطجي كما هو الحال في مصر اليوم !.. فهل علينا أن نهنئ تونس في عرسها الديمقراطي أم أن علينا أن نواسي مصر في عزائها الذي جلبته لنفسها ؟!.. وما هو أكثر ثواباً وأجراً التهنئة ومشاركة أشقاء تونس أفراحهم أم التعزية ومشاركة المصريين البكاء على أبنائهم الذين تدور الشكوك الأكيدة اليوم على مقتلهم في أرض ليبيا وجاءت تفجيرات سيناء الأخيرة كغطاء شرعي على موتهم؟!..أفيدونا جزاكم الله خيراً رغم أن التعزية باتت بحجم التهنئة وربما ماثلتها أجراً ! فاصلة أخيرة:مصر .. إن عدتِ عدنا !