05 نوفمبر 2025

تسجيل

خيار التنمية لا خيار الاستبداد أو الإرهاب

05 أكتوبر 2014

خيار التنمية المستدامة هو خيار الشعوب, وهذا هو النموذج القطري, وهذا هو الخيار القطري, فما صدر عن سمو الأمير ليس مجرد كلمات, بل هو إيمان وعقيدة لدى أهل قطر, هي أفعال على الأرض تتم وتنظر وتعاش كل يوم في قطر العزة والكرامة, فالحقوق محفوظة والدولة حاضنة للمجتمع تقوم على خدمته وأجهزة الدولة تحرص على خدمة المواطن والمقيم, وليست عونا عليه, فالقضاء حر والفساد يحارب في كل شق وصوب, وما نعيشه اليوم في قطر يكفي إيجابه على التخلص من الظلم والإرهاب, وما 2030 و2022 إلى إتمام لمصداقية مقولة قطر, لقد قلنا وحللنا وتكلمنا عن الشعوب والتنمية, ولكن ما جاء في كلمة الأمير كان ملخصا لما تداولته الأطراف واستهلكت الكثير من الوقت والجهد الذهني والتحليلي.. في كلماته أجمل صاحب السمو حقبة كاملة, لا تخيروا الشعوب بين إما الإرهاب أو الاستبداد وبئس خيارا, بل الخيار الحقيقي هو التنمية, كما قدمت قطر لشعبها وللعالم.. فمن جميع أطراف المعمورة, أتوا كي يشاركوا في مشاريع التنمية في قطر الحبيبة, نعم الكل يشارك بما استطاع له سبيل, والتنمية أعطت عجلة الاقتصاد القوة الدافعة, البيئة الصالحة, فقطر دولة مؤسسات, من مشاريع التنمية إلى أجهزة الدولة تعمل لصالح المواطن, والمواطن يشعر بالأمن وأن حقوقه محفوظة من قبل نظام قانوني مؤسساتي عادل, لا يضام في قطر إنسان, بل أن قطر عرفت في ماضيها وحاضرها بجنة المضيوم, هكذا كانت الكلمات ترجمة فعل قبل قول وإيمانا قبل فعل, لذا من المقيم إلى الضيف يشعر أول ما يشعر به في قطر, هو ظلال الأمن والأمان وحكمة أهل قطر صغيرا وكبيرا وترحيبا بالجميع, وتسمع هذا في كل لقاء وعند كل حدث, قطر بلد الأمان للعائلة وللفرد, حقوق الجميع محفوظة, في قطر هناك إجابة لأسباب التطرف والإرهاب, تنمية مؤسساتية وقانون فوق الجميع, لا يهان من دخل بلد الأمان, ليست هذه كلمات لنقول إن قطر هي الكمال فالكمال لله, ولكن نقول إن أهل قطر قيادة وشعبا, قدموا نموذجا للمنطقة وللمحيط العربي والعالمي, لكيفية التعامل مع مطالب الناس والشعوب, ولكيفية إدارة الجولة دون محاباة أو ظلم أو أكل حقوق الآخر, بل تعفف عن الأخطاء ومدارات المظلل, ولذلك فإن كلمة سمو الأمير هي ترجمة لما عرفناه عن قطر, قيادة وشعبا, وإذا كانت قطر مشاركة إلى أنها لا ترى في العنف بالعنف حلا, بل تضميد جروح من تعرض للظلم ومساعدة اللاجئ ومدارات أطفال سوريا, على الإخوة الأعداء من ليبيا إلى سوريا, التعاطي مع هذه الظروف المدمرة بعقلانية, وقد يقول البعض أين العقلانية في حالة من غياب الثقة وتراكم البغض, ولكن لا حل إن لم يكن الجميع قادرا على تجاوز الآلام والقفز إلى صفحة جديدة, فالمضي في هذا الاقتتال لا نهاية له, فلا تنمية ممكنة ولا بناء ممكنا, هي تدمير المدمر وحرق المحروق وتكرار المكرر, وإعادة إنتاج المحن, فينتقل المظلوم إلى ظالم, ويرتكب المظالم من كان يشتكي منها, وكأننا نعيد قصة الصهيونية, من مظلومه إلى ظالمه والإخوة العرب, كل منهم يقفز من جانب إلى جانب في تبادل مثل لعبة الكراسي, ولم يعد الظالم ظالما ولم يعد المظلوم مظلوما, واختلطت الرؤى واختلط الاستبداد, ولم نعد نؤمن أن من كان مظلوما سينصف المظلوم اليوم, بل بدت الأمور تعود لغياهب الجب, وحل محل العدل الانتقام والقتل إما على الهوية أو الطائفة أو الفريق, بين جميع الفرق من الإسلاميين إلى الليبراليين, كل لا يسمع الآخر كما كانت الحال قبل الربيع العربي, ولا فرق بين من هو في السلطة ما يهم هو سلوكهم فيها, فنحن نرى الإخوة في ليبيا وبعد فرحتنا بفوزهم ونصرهم, نأسف اليوم على تصرفاتهم وكذلك في سوريا, فكأن العملية كانت بحثا عن سلطة بدل الحصول على الحرية والديمقراطية, لا يهم إلا ما قاله سمو الأمير لا تخيروا الشعوب بين إما الاستبداد أو الإرهاب, بل لتكن التنمية كما هي في قطر والحكم العادل هي الحل..