07 نوفمبر 2025

تسجيل

من مشكاة النبوة توجهات دعوية تربوية

05 أغسطس 2013

الحديث الأول عن أبي إمامة رضي الله عنه، أن رجلا سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما الإيمان؟ قال: "إن سرَّتك حسنتُك، وساءتك سيئتُك، فأنت مؤمن"، قال يا رسول الله، فما الإثم؟ قال: "إذا حاكَ في نفسِك شيءُ فدعه". تخريجه: أخرجه المناوي في فيض القدير 6/153 من حديث أبي إمامة. وأورده الشيخ عبدالبديع صغر في مختار الحسن والصحيح من 357 رقم 1418 من حديث أبي إمامة به، وعقب عليه بقوله: "رواه أحمد". والحديث الذي بين أيدينا فيه يخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من سأله عن الإيمان بقوله: المؤمن الكامل الإيمان الصادق فيه، هو الذي إذا فعل حسنة سرته سرورا يحمله على مضاعفة جهده، والذي إذا ارتكب سيئة ساءته سوءا يحمله على التوبة، والندم والإقبال على الله. كما يخبر ـ عليه الصلاة والسلام ـ نفس السائل الذي عاد يسأله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن علاقة الإثم، بأنه الذي يتردد في النفس، وتضيق به ولا تركن إليه، والواجب على المسلم في هذه الحال، هو الإقلاع، والابتعاد حتى يعيش آمناً مطمئناً. وإليكم بعض النصوص والآثار الأخرى الواردة في معنى الحديث، يقول تعالى: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها". الشمس:7و8 "إنا هديناه السبيل إما شاكراً، وإما كفوراً" سورة الإنسان:3 ويقول: عليه الصلاة والسلام: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به: هكذا فطار. "أخرجه مسلم في الصحيح كتاب البر والصلة 4/1980. الدروس المستفادة من الحديث دعويا وتربويا: يستفاد من الحديث ما يلي: 1 ـ أن المؤمن الكامل الإيمان: يسر لفعل الحسنات فيحفزه هذا على مضاعفة جهده، ويحزن لفعل المعاصي فيبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، بيد أنه إذا أدّى به السرور والفرح إلى الغرور والتكبر والقعود عن العمل فقد خسر خسرانا مبينا، وإذا أدّى به الحزن والأسى والقنوط من رحمة الله، فقد ضل وكفر: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون". الحجر:56 2 ـ تضمّن الإسلام لمصادر ووسائل إلزامية تحمل على احترام منهج الله بصورة لا توجد في أي نحلة أو مذهب آخر، ومن يبين هذه الوسائل: الفطرة، التي تميز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين البر والإثم، فتطمئن وتستريح للأول، وتضطرب وتقلق للثاني. هذا إذا كانت معتدلة لم يمل بها صاحبها، وإلا ختم عليها، وتبلدت، واستوى عندها البر والإثم.