09 نوفمبر 2025

تسجيل

شهر رمضان المبارك وأئمة المساجد

05 أغسطس 2011

يحتفل المسلمون بحلول شهر رمضان الكريم في كل عام وتستعد له الأسر وتهتم به الكثير من المدن الإسلامية إذ تضفي على شوارعها ومآذنها أنواع من الزينة وهذا شيء جميل، إلى جانب ذلك تعج المساجد بالمصلين وحلقات الدرس والوعظ والإرشاد، في بعض المدن يتبادل الجيران الطعام من بيت إلى بيت بغية في التواصل وإمعانا في حب الجار أنه شهر الألفة والمحبة والتوجه إلى الله عز وجل بالعبادة والدعاء وفعل الخير . (2) أذكر بأني كتبت مرارا في هذه الزاوية أدعو جهات الاختصاص بالاهتمام بإمام المسجد والإغداق عليه وجعله محصنا عن الحاجة ليتفرغ للبحث في أمات الكتب عن ما ينفع الناس ويرشدهم سبل الرشاد في التعامل مع هذا الكون . وبمناسبة هذا الشهر الفضيل وما نرى من إنفاق على موائد الإفطار في الميادين العامة وعلى مقربة من بيوت الذين أكرمهم الله بمال وفير تقدر تكلفتها بملايين الريالات كنت أتمنى أن يخصص جزء من ميزانية " إفطار الصائمين "التي نرى كرمها وعظيم مقدارها على موائد الإفطار في الشوارع العامة لإمام المسجد فهم في حاجة ماسة . في تقديري لو اتفقت الجمعيات الخيرية المنتشرة في البلاد وكذلك أهل الخير الذين يدفعون أموالا كثرت تلك الأموال أو قلت لبعض الذين يزورونهم في ليالي رمضان طلبا للزكاة أن يخصصوا مبلغا كل عام يقدم لأئمة المساجد في شهر رمضان ولنفترض مبلغا لا يقل عن راتب أربعة أشهر ليعينهم على الحياة الكريمة ويعينهم لتوفير الزمن للبحث في أمات الكتب عن ما ينفع الناس . قدر لي أن أحضر صلاة الفجر في أحد المساجد وبعد أن انتهت الصلاة اعتاد إمام المسجد جزاه الله خيرا أن يحدث رواد مسجده بعد الصلاة ولمدة لا تزيد على عشر دقائق كي لا يثقل عليهم , فراح يحدثنا عن فضل صلاة الفجر وفضل قراءة السور الطويلة فاستشهد بأن (....) قرأ في الركعة الأولى سورة البقرة وفي الركعة الثانية سورة آل عمران، وعقبت عليه بالقول سيكون موعد صلاة الفجر قد انقضى وطلعت الشمس قبل أن ينهي الإمام سورة آل عمران في الركعة الثانية . شيخ آخر طلع على منبر الجمعة وجاء في خطبته، إلى جانب أمور أخرى، أن الإمام الشافي رضي الله عنه كان يختم القران في شهر رمضان في اليوم الواحد مرتين، مرة بالليل ومرة بالنهار. وسؤالي هل يستطيع الإنسان أن يختم القرآن مرة في النهار ترتيلا وتجويدا وتدبرا لقول الله عز وجل . أعلم أن إمامنا غفر الله لنا وله أراد أن يحث الناس على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان وأن يجعله رفيقه، لكن ليس عن طريق المبالغة إلى الحد الذي يبدأ الناس يتساءلون عن صحة هذا الحديث وغيره مما يرد في بعض الأحيان . سمعت محدثا يحض المصلين على عدم الحركة في الصلاة وأنها تبطل الصلاة واستشهد بحديث نصه " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي ظن الظان أنه جسد لا يتحرك " .وقد انكر جمهور العلماء مثل هذه الأحاديث (راجع ابن الجوزي، كتاب الموضوعات)حديث آخر، كان محدثنا يحدثنا عن تماسك الأسرة ودور المرأة ومكانة الزوج فراح يروي حديثا نصه "المرأة التي تبيت وزوجها ساخط عليها ملعونة" ومعنى اللعن هنا هو الطرد من رحمة الله . يقيني بان محدثنا لم يكن متفقها في هذا الموضوع فراح يستدعي بعض الأحاديث الموضوعة ليقنع سامعيه بأهمية ما يقول، ولست في حاجة إلى ذكر أحكام كل من الترمذي والنسائي والدار قطني رضوان الله عليهم في صحة هذا الحديث لكنهم أجمعوا على أنه من الأحاديث الموضوعة والتي لا يعتد بها (المرجع السابق) ومحدث آخر يذكر الناس بأهمية الاستجابة لنداء الصلاة " الأذان " وراح يروي حديثا نصه " من سمع حي على الصلاة فلم يجب فهو ملعون " (المرجع السابق ص 103، ج 4) . خلاصة ما أردت قوله هو: إن بعض الأئمة هدانا الله وهداهم سبيل الرشاد لا يجدون وقتا للبحث والتدقيق في هذه الأحاديث لانشغالهم بقلة دخلهم والبحث عن طرق تعينهم على صعوبة الحياة . لقد رحت أبحث عن كل حديث قال به محدث أو رواية راوٍ علني أزداد علما ويقينا من أجل إقناع من يجادل في ديننا بغير علم . وآخر القول: إن الحمد لله رب العالمين، وخير الدعاء اللهم اهدنا سبيل الرشاد.