17 نوفمبر 2025

تسجيل

دول الحصار مركز لصنع وإدارة أزمات المنطقة 

05 يوليو 2018

الحصار وضع مجلس التعاون أمام منعطف تاريخي  التحرك ضد قطر ضرورة لدول الحصار للتغطية على ما جرى بعده أبوظبي تجيد إدارة التحركات من تحت الطاولة ويدها مغمّسة بدماء العرب الأراضي الإماراتية مفتوحة على مصراعيها لمسؤولين في نظام الأسد  حصار قطر ضرورة اقتصادية وتجارية لأبوظبي  السيسي يجلس على فوهة بركان غضب شعبي سيطيح به عاجلاً أم آجلاً في الخامس من يونيو العام الماضي بدأت الإجراءات التعسفية من الدول الأربع " السعودية – الإمارات – البحرين – مصر "  ضد دولة قطر ، الحصار الذي بدأ بعملية تهكير وتمدد لتجاوزات واضحة ضد حقوق الإنسان للمواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من قبل هذه الدول ، هذا الحصار الذي تم تغطية أسبابه بترهات واضحة تحوَّل لمنعطف كبير لمستقبل مجلس التعاون الخليجي ، فقد قالوا إن قطر تحاول زعزعة الأمن و الاستقرار في المنطقة ، إلا أن المراقب لتصرفات هذه الدول عربياً ودولياً يعلم علم اليقين أن الدول التي تقود هذا الحصار هي مركز لإدارة أزمات المنطقة ، كما قالوا إن قطر تتعاون مع إيران فهل يحق لنا أن نسأل ماذا يفعل أبناء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حليف إيران في اليمن في أبوظبي ، وهل ممكن أن يجيبوننا عن دور الإمارات في التفاف إيران على العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها دولياً بسبب برنامجها النووي ، فيما شكلت تحركاتهم ضد قطر دليلاً لا لبس فيه أنهم يدفعون قطر دفعاً للجانب الإيراني ، سأشرح فيما يلي ما لم يذكر من أسباب للحصار و ما لم يره الإعلام الدولي من انتهاكات للقانون الدولي من قبل دول الحصار ضد قطر خصوصاً وضد شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً. تحت الطاولة أبوظبي مركز قيادة تحركات دول الحصار تشكل حاليا مركزاً للعب تحت الطاولة دولياً ، فالتحقيقات المستمرة من قبل المحقق مولر تظهر يوماً بعد يوم دور هذه الدولة بربط ترامب مع الجانب الروسي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، فيما تحول دور أبوظبي في حكم الراحل زايد من دولة الخير لسرطان المنطقة ، فيد الإمارات مغمسة بدماء الليبيين من خلال دعمهم غير القانوني لميليشيات الجنرال حفتر ، هذه الميليشيات التي أكدت تقارير الأمم المتحدة أنها مسؤولة عن العديد من المجازر والجرائم والقتل التعسفي ضد مدنيين ليبيين فيما يشكل الغاز الليبي الهدف الأساسي لأبوظبي، فيما دور أبوظبي في اليمن يتوضح يوما بعد يوم من خلال تحركاتهم المحصورة بالموانئ التجارية ، ومن خلال العقود التجارية والزراعية غير القانونية التي توقعها هذه الدولة مع مسؤولين يمنيين هم تابعون بالأساس لها وجزيرة سقطرى خير مثال ، فيما لايزال دور الإمارات الخطير في الأزمة السورية تحت الغطاء ، فالأراضي الإماراتية مفتوحة على مصراعيها لمسؤولين في نظام الأسد المجرم ، كما أن عمليات غسيل أموال تجار الدم السوري تتم بشكل مستمر ضمن الأراضي الإماراتية ، كما أن للإمارات دورا مهما في دعم الميليشيات الكردية في الشرق السوري المتهمين بجرائم حرب وتغيير ديموغرافي ضد العرب السوريين هناك ، وبالرغم من كل ما سبق تتهم أبوظبي دولة قطر بزعزعة استقرار المنطقة!! إغلاق الجزيرة  في العودة لأسباب الحصار الفعلي هنا يجب أن ندقق قليلاً في التفاصيل ، قطر صاحبة الشبكة الإعلامية الأكثر تأثيراً وشعبيةً عربياً ومن ضمن أكثر الشبكات أهمية في العالم شكلت هاجساً لأبوظبي ، فالتحرك ضد قطر ضرورة لدول الحصار للتغطية على ما جرى بعده ، فإمكانية قبول قيادة دولة قطر لمطالب هذه الدول والتي من ضمنها إغلاق شبكة الجزيرة يجعل من تحركاتهم في المنطقة من دون رقابة ، كما أن حصار قطر ضرورة اقتصادية وتجارية لأبوظبي ، فالتطور المستمر للتجارة البحرية القطرية والنقل الجوي ترى به الإمارات منافسة يجب إيجاد حل لضربها ، فيما شكل دور قطر الداعم للربيع العربي ولرغبات شعوب المنطقة منغصاً لأحلامهم ، فالإمارات بالرغم مما تظهره عدسات قنواتهم الرسمية ليست مستقرة داخلياً والحملة ضد الأحزاب الإسلامية التي أقدمت عليها سلطات أبو ظبي تؤكد أن جزءا من الشارع الإماراتي غير راض عن قيادته. فيما للدول الأخرى أسباب لحصار قطر أكثر وضوحاً ، فالسيسي يجلس على فوهة بركان من الغضب الشعبي الذي سيطيح به عاجلاً أم آجلاً ، لا يريد لصوت الشعب أن يعلو عبر شبكة الجزيرة ، كما أن السعودية التي شهدت من بعد أيام لبدء الحصار تغييرات داخلية كانت بحاجة لإبعاد الأضواء عن هذا الحدث من خلال حدث أكبر ، فكان الحصار خير وسيلة. حصار المواطن قد يرى البعض بالحصار الرباعي ضد دولة قطر حصاراً من حكومات ضد حكومة إلا أن الواقع يؤكد أن الحصار تم ضد المواطنين القطريين بشكل مباشر ، فطرد المواطنين القطريين من هذه الدول " هؤلاء المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى أن مصالح هذه الدول تمر عبر حقوقهم وطعامهم وتنقلهم " يعد جريمة يجب محاسبة المسؤولين عنها، فالقانون الدولي واضح ، فلا يحق لأي دولة أن تطرد مواطناً لدولة أخرى دون سبب قانوني ، كما لا يحق لجامعات هذه الدول أن تطرد طلابا موجودين بشكل قانوني ضمن صفوف هذه الجامعات ، إلا أن الجرم الأكبر لدول الحصار كان من خلال فرض حصار غذائي ضد دولة قطر ، والذي يشابه بما يقوم به نظام الأسد ضد شعبه المكلوم . صمدت قطر وصمد شعبها بالرغم من كل ما تم ضدها ، قد يعتقدون أن أياديهم السوداء في المنطقة ستستمر بالعيث فساداً إلا أن القادم لن يرضيهم ، فلا مليارات الدولارات ستبقي الديكتاتور السيسي على كرسي الحكم في مصر ، و لن تكسر طائراتهم  رغبة الشعب الليبي بالحياة الكريمة والحرية كما لم تنجح أموالهم في زعزعة استقرار تركيا صيف عام 2016 ، ولن يكون صك بيع القدس كافياً لإرضاء واشنطن وتل أبيب ، صمدت قطر داخلياً وصمدت دولياً لكن هل سيصمدون هم أمام موجة الغضب القادمة ؟!