12 نوفمبر 2025

تسجيل

رُبّ ضارة نافعة

05 يوليو 2017

ضربت قطر أروع الأمثلة من خلال تعاطيها مع أزمتها مع دول الحصار وما تتعرض له من حصار جائر منذ الرابع من يونيو الماضي وحتى وقتنا الراهن كانت محل احترام وتأييد على المستويين الإقليمي والدولي أثبتت مدى ما تمتلكه من حنكة سياسية وحكمة وتروّ في اتخاذ القرارات السليمة التي جعلت من دول الحصار أضحوكة القرن الحادي والعشرين جرّاء تزييفها للحقائق وما تبعها من افتراءات لشيطنة قطر دونما أي دلائل ولا براهين!!.ومع تسلم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح يوم الإثنين الماضي للرد القطري على مطالب دول الحصار التي أقل ما يقول عنها كل المراقبين والمتابعين بأنها " مهزلة " يُراد بها إذلال وتركيع قطر والنيل من سيادتها، وهو الأمر الذي تم رفضه منذ الوهلة الأولى شعبياً قبل أن يكون رسمياً، وقد أصبحت هذه المطالب بالنسبة للمجتمع الدولي مثار استهجان وعدم رضا لقناعتهم بأنه يُعدّ تصعيداً وأشبه بصب الزيت على النار.ولعلّ الأيام القليلة الماضية كانت صادمة جداً لمكر وخُبث التحالف التآمري لدول الحصار والتي فشلت كل محاولاتهم لكسب التأييد الدولي لادعاءاتهم بتورط قطر في دعم الإرهاب، وكانت الصفعة الكبرى عندما وجّه بترايوس مدير CIA السابق تذكيره لدول الحصار بأن استضافة حماس وطالبان في الدوحة كانت بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي زعمهم بأن قطر تدعم الإرهاب محض افتراء وكذب يُراد به باطل!وكان الثبات الواضح لموقف قطر منذ بداية الأزمة ورفضها لهذه الادعاءات والإجراءات هو ما عبرت عنه قطر وعلى لسان وزير خارجيتها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي أكد بأن هذه الادعاءات وُضِعَتْ لِتُرفض وأنها أشبه بالوصاية والتعدي على سيادة الدولة وهو ما ترفضه قطر جملة وتفصيلاً.ومن الواضح أن سيناريو المؤامرة والكيد لقطر أوشك على نهايته مع انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي طلبها الوسيط الكويتي من دول الحصار حتى يتم وضع مخرج للأزمة التي افتعلتها دول الحصار ضد قطر، وقد يسفر فى اليومين القادمين عن حلٍ يُرضي جميع الأطراف ويقضي بالتنازل عن معظم الادعاءات التي طالبت بها دول الحصار قطر تضمن فيه حفظ ماء وجهها والخروج من هذا المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ظناً منهم بأن قطر سترضخ لهم منذ الأيام الأولى من حصارهم الجائر.وسبحان القائل في محكم آياته (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ) ورُبّ ضارة نافعة، فكل يومٍ مرّ علينا في أيام الحصار زادت معه مكاسبنا الاقتصادية وكسبنا احترام دول وشعوب العالم ليقينهم بأننا أصحاب قضية شريفة وعادلة، وفي المقابل شاهدنا كيف كانت الفضائح والمصائب تهل على دول الحصار وكل يوم يمرُّ تتكشّف للعالم مدى استفحال الفساد والشر فيهم!!.ومن هنا فكان حريٌ بدول الحصار أن تتوقف عن استمرار مهازلهم، لأن كل يوم يمر عليهم تزيد فيه خسائرهم الاقتصادية ويخسرون معها ثقة واحترام المجتمع الدولي.فاصلة أخيرةلعنة العداء والكيد لقطر بدت آثارها العكسية على دول الحصار، وهو ما يحدث وما نراه الآن من ارتدادات عكسية شهدتها الجارتان اللتان قادتا هذا الحصار، وقد يتمخض عنه حراكٌ كبير يقضي بتعديل سياستيهما قد يصل إلى تغيير كبير في رأسي السلطتين، وهو ما سيُلَبِّي حتماً رغبة شعبيهما ويُحقق استقراراً للخليج وقدرة على مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.