07 نوفمبر 2025

تسجيل

تلفزيون قطر ..فاصل ونواصل

05 يوليو 2015

لم يتح لي مزيد من الوقت كي أتابع ما يعرض على الشاشة فهذا ما يحدث لي كل عام في ظل انشغالي بكتابة برنامج يومي كما هو الحال مع الآخرين ممن يلتزمون بأعمال يومية ولكن استوقفتني أكثر من مرة مجموعة من الفواصل التي تعرضها الشاشة القطرية بين لحظة وأخرى وهي عبارة عن لقطات ربما في أقل من دقيقة تأخذنا إلى ذلك الفريج القديم الذي كنا نعيش به أجواء رمضان، الأجواء الحقيقية، أجواء رائحة الشوي، حيث ذلك الرجل البسيط (راعي الدكان) يفرش بساطه خارج المحل ليبدأ بتجهيز أسياخ الكباب، أجواء الفريقين من أبناء الفريج حيث يجتمع أولاد الجيران للعب الكرة وسط حماس الآخرين وتشجيعهم وكأنها بطولة ضخمة، أجواء مطبخ البيت القديم وجدر الهريس والتفافنا حول الوالدة، أجواء تجمعنا في مجلس واحد، أجواء انطلاقتنا في مجموعات نجوب الحي على دراجات كنا نهتم بها وكأنها سياراتنا نعم هي ليس مجرد فواصل تنقلنا من فقرة إلى فقرة أو من برنامج إلى برنامج إنما هي بالفعل هويتنا، جذورنا، أجواؤنا الجميلة التي نحن إليها كل رمضان، هذه اللقطات البسيطة تحمل إرثا رائعا لا يستهان به، هذا العمل الصغير في مدته الكبير في عمقه ومعانيه يحمل حكايتنا حكاية الإنسان على هذه الأرض الطيبة حكاية الحب والشوق والحنين والأصالة والانتماء، تلك الحكاية تعيدها على أذهاننا الشاشة القطرية في رمضان هذا العام كل لحظة لتكون شاهدة على ما نرويه لأبنائنا وبناتنا من ذكريات طفولتنا في رمضان في ذلك الزمن الجميل، (هويتنا) زمن يفصلنا عنه هذا العام فقط شاشة التلفاز تلك الشاشة التي لو استطعنا اقتحامها أثناء عرض هويتنا لدخلنا معهم في المشهد وبقينا هناك نجوب الطرقات مع الأحبة نبحث عن بيوتنا القديمة التي لم يعد لها أثر نبحث عن دفء قلوبنا التي تجمدت فيها مشاعر الشوق والحنين، نبحث عن الكبار والصغار وكل الأشياء التي أحببناها، شكرًا تلفزيون قطر والشكر لا يكفي.