12 نوفمبر 2025

تسجيل

معجزة الإسراء والمعراج عبرة لمن يعتبر(1)

05 يوليو 2011

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد... ونحن في شهر رجب.. من عام 1432من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها اشرف الصلاة واتم التسليم — تاريخنا الذى هجرناه — تمر علينا ذكرى عزيزة انها ذكرى الاسراء والمعراج.. ذكرى يجب ان نذكرها ونتذكرها ونذكر بها اجيالنا التى نسيت تاريخها وعلى وشك نسيان هويتها وانتمائها خاصة ان تذكرنا لهذه المناسبة الجليلة ليس ترفا عقليا او احتفالا مهرجانيا — يتشدق فيه المتشدقون ويصفق له المصفقون — إنما لنتذكر ونذكر بأن هذه المعجزة ترتبط ارتباطا وثيقا بأهم أركان الإسلام — ديننا العظيم — (الصلاة) العبادة الوحيدة التى فرضت فى السماء فى هذه الليلة المباركة — الى جانب الأمور الاخرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد — فقد ذهب جمع من الأمة أنها وقعت فى السابع والعشرين منه غير انه ليس بها عبادة خاصة بها — ولكن هذا لا يمنع من تذكر أهم الأحداث التي وقعت فيه لأنه تاريخنا وجهاد وعطاء سلفنا الصالح الواجب علينا السير على هداهم والاقتداء بهم فإن لم نكن مثلهم فلا أقل من أن نتشبه بهم فإن التشبه بالكرام كريم لا سيما وأنه قد نزلت سورة عظيمة باسم هذه المناسبة الكريمة انها سورة الإسراء التي نتعبد الله عز وجل بقراءتها وترتيلها. وهي من السور المكية — آياتها إحدى عشرة ومائة.. بدأت بقصة الاسراء.. بل معجزة الاسراء التي كانت مظهرا من مظاهر التكريم الالهي.. لسيد البشر وخاتم النبيين، وآية باهرة تدل على قدرة الله عز وجل في تسيير شؤون الخلق والكون. • هذه السورة العظيمة اهتمت بشؤون العقيدة كأخواتها من السور المكية التي اعتنت بالعقيدة الصحيحة وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها نتيجة الضلال البشري والفساد الفكري الذي انتشر في تلك الحقبة من الزمن، انها اهتمت بأصول العقيدة (الوحدانية، والرسالة، والبعث) وأكدت على تكريم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وإظهار شخصيته المؤيدة بالمعجزات الباهرة والحجج القاطعة والأدلة الدافعة على صدقه وأمانته. وقد ابتدأت بالتسبيح لله عز وجل وتنزيهه من كل سوء ونقص.. للتأكيد على الهيته سبحانه العلي القدير الذي انتقل بعبده ونبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) في جزء من الليل من المسجد الحرام الى المسجد بالاقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام (بعبده) اي كان الاسراء (لمحمد) صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد، على أرجح الروايات يقظة لا مناما ليلا لتقليل مدة الاسراء، وانه قطع به المسافات الشاسعة البعيدة في جزء من الليل وكانت مسيرة أربعين ليلة يقطعها الراكب على الإبل — وذلك أبلغ في القدرة والإعجاز — بالنسبة لذلك الزمن الذي لم تعرف فيه وسائل النقل الحديثة (كالطائرات) التي تقطع المسافات الشاسعة في بضع ساعات — وقد يكون هذا اشارة الى ما قد يصله الانسان من العلم حتى يقطع هذه المسافات في أقل القليل من الزمن — وهذا من علم الله سبحانه الذي علمه لأبي البشر حين قال سبحانه (وعلم آدم الأسماء كلها).. ويدل ذلك على كمال القدرة الإلهية وبالغ الحكمة، ونهاية تنزهه تعالى عن صفات المخلوقين الى المسجد الأقصى تلك البقعة الطاهرة ارض النبوات ومهد الرسالات (الذي باركنا حوله) اي ان المسجد الاقصى مبارك من الله عز وجل فقد بارك الله سبحانه فيه بأنواع من البركات الحسية والمعنوية، بالثمار والانهار التي خص الله بها بلاد الشام، وبكونه مقر الانبياء ومهبط الملائكة الأطهار (لنريه من آياتنا) اي لنرى محمدا (صلى الله عليه وسلم) آياتنا العجيبة العظيمة، ونطلعه على ملكوت السماوات والارض فهو خاتم النبيين ورسالته خاتمة الرسالات ولذا حاز من الرضا والتكريم الإلهى ما لم ينله احد من الانبياء قبله فقد رأى (صلوات الله وسلامه عليه) السماوات العلى والجنة والنار، وسدرة المنتهى، والملائكة والأنبياء وغير ذلك من العجائب والآيات التي تدل على قدرة الله تعالى (إنه هو السميع البصير) اي ان الله تعالى هو السميع لأقوال محمد(صلى الله عليه وسلم)، البصير بأفعاله، فلهذا خصه بهذه الكرامات والمعجزات احتفاءً وتكريما وتثبيتا لقلبه لما سيلقاه من إيذاء وصد وطغيان من قومه وغيرهم من الأمم لأنه مبعوث للعالمين جميعا إلى قيام الساعة. • وقد بدأت السورة بتمجيد الله سبحانه وتنزيهه وقدرته وتكريمه للمصطفى محمد الذي أكرمه بالإسراء والمعراج بعد ما ناله من أذى من قومه... ثم الحديث عن بنى اسرائيل ومدى طغيانهم وافسادهم فى الأرض الذى فاق التصور وعقاب الله عز وجل لهم فى كل مرة والعودة مرة أخرى الى الحديث عن القرآن الكريم معجزة محمد( صلى الله عليه وسلم) الكريم على ربه وعظمة هذا القرآن فى هداية البشر لأقوم الطرق وأوضح السبل ولما هو أعدل وأصوب مبشرا المؤمنين به بالأجر العظيم فى جنات النعيم ومتوعدا الكافرين به بالعذاب الأليم للتأكيد على أن الدين عند الله عز وجل الإسلام وأن المسجد الأقصى مسؤولية المسلمين الى قيام الساعة. تعالوا بنا نستعرض واقعة الإسراء والمعراج وأهم دلالاتها: ،اولا: — واقعة الاسراء: — • إن قصة الاسراء والمعراج.. من القصص النبوية التي تنبئ عن غيبيات تثبت فيه ايمان المؤمن وينكشف فيه زيف المنافق والفاسق.. ويؤكد كفر الكافرين وتعنت الظالمين.. فقد بدأ الاسراء ليلا من المسجد الحرام في مكة المكرمة الى المسجد الاقصى في بيت المقدس — ثم المعراج من بيت المقدس الى السماوات العلا وسدرة المنتهى (واعتقد انه نفس المكان الذي سينزل فيه عيسى ابن مريم (عليه الصلاة والسلام) على الربوة البيضاء فى بلاد الشام في آخر الزمان ليدعو فيه إلى الاسلام والتأكيد على نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) وتصديقه واتباعه فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويأتم بإمام المسلمين في الصلاة اشارة الى اتباعه دين الاسلام. وللحديث بقية