14 نوفمبر 2025
تسجيلأهم قضاة!. أم هم طغاة!. أم هم قضاة الطغاة!. وما أدراك ما قضاة الطغاة!. إنهم طغاة في ثياب قضاة!. فالقاضي الجائر هو من أظلم وأطغى الناس بعد الطغاة، شاهراً أحكامه الجائرة على رقاب العباد، ويلصق بهم تهمة تتلوها تهماً أخرى، وبعد ذلك يعلّقهم على منصات المشانق، أو يأمر بإطلاق رصاصة الإعدام الظالمة، فتسيل دماؤهم، وهو يعلم علم اليقين أن من يقف أمامه أبرياء، وبعد ذلك يتباهى بأحكامه الظالمة الصادرة عنه أمام الجميع. كما نراه اليوم رأي العين، ما أقبح صنائع هؤلاء القضاة الطغاة. والقاضي الظالم منزوع الإرادة، منزوع الأخلاق والقيم، ومنزوع الإحساس، فقط هو آدمي، ولكن أهو آدمي!. قيل للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي رحمه الله « ألا تؤلف كتابًا في أدب القضاء؟ فقال: اعدل ومدَّ رجليك في مجلس القضاء، وهل للقاضي أدبٌ غير الإسلام؟!»، كلمات تُسطر وتُدرس لطلاب الجامعات، ويُكتب عنها ما يُكتب. وقد وردت مقولة عن أحد رؤساء وزراء بريطانيا-لا أعلم ما اسمه- حين قال»علمتُ بأن قضاة الدولة البريطانية بخير، أدركتُ أنّ بريطانيا باتت بألف خير»، وما جاءت هذه الكلمات لتنتشر لتلميع صورة القضاة في المملكة البريطانية، وإنما هو يدرك ما يقوله عن القضاء والقضاة. فاستقلالية السلطة القضائية والقضاء في أي دولة أمر مهم لأي مجتمع، يريد أن يعيش في استقرار وتطور وحركة إيجابية ونهضة وبناء، ومستقبل آمن، وحياة رغيدة. قال الله الحكم العدل سبحانه ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ))، « كان أحمد بن سهل رحمه الله جارًا لقاضي مصر بكار بن قتيبة رحمه الله، فحدَّث أنه مرَّ على بيت بكار في أول الليل، فسمعه يقرأ هذه الآية، قال: ثم قمت في السحر، فسمعته يقرؤها ويرددها». لله در هؤلاء القضاة الكبار بالأمس -رحمهم الله-، إنهم قضاة العدل والأمانة والشرف وإحقاق العدالة، لا قضاة الطغاة اليوم !. وصدق قال الشاعر- بتصرف-: إِذا خَانَ الرئيس وكاتباهُ . وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّماءِ وإِنْ كانَ الوِدادُ لِذِي وِدادٍ يُزْحْزِحُهُ عَنِ الحَقِّ الْجَلاءِ فَلاَ أَبْقاهُ رَبُّ العَرْشِ يَوْماً وكَحَلَهُ بِمِيلٍ مِنْ عَماءِ ◄ ومضة هذا واقع قضاة الطغاة اليوم!. فما الحل؟. انتهى الدرس!. [email protected]