يسأل عن التعليم 

جلستُ معه وقلتُ له: كأنك تريد أن تسأل عن التعليم. فرد عليً سريعاً، وما أدراك أني أحمل أسئلة عن التعليم؟ قلتُ له: هكذا جاءت. وما هي أسئلتك يا أخي العزيز، ولكن ليس لك أن تحصل على الإجابة مني، ولكننا سنتبادل الحديث في طرحك الأسئلة: س: لماذا تم الإعلان عن التقويم الدراسي للعام 2018/2019 في هذا الوقت من العام الدراسي الحالي، مع أنه ما زال هناك متسع من الوقت وبقي منه الكثير؟ فقلتُ له لا علم لي...! س: لماذا تم تطويع العام الدراسي القادم 2018/2019 بداية دراسة الطلاب والإجازات في المدارس الحكومية، وهم الأولى بالاهتمام لتتماشى مع الطلاب والعاملين في المدارس الخاصة والجامعات والكليات الخاصة وإجازاتهم وكأنهم هم الأولى، ومعلوم لدى الجميع متى تكون إجازاتهم ومناسباتهم-أي المدارس والكليات الخاصة-؟ وإليك هذا المثال (إجازة منتصف العام الدراسي القادم ستكون في 23 ديسمبر2018 حتى 3/ يناير 2019 ) ومعلوم ان هذا الوقت هو إجازة الكريسمس ورأس السنة الميلادية الجديدة)، وهذا صراحة تطويع لإجازة المدارس الحكومية وفق إجازة المدارس الخاصة والكليات والجامعات الخاصة. قلتُ له ما شاء الله عليك، وعليك أن توجه هذا السؤال لمن يعمل في الوزارة. وكما جاء في صحيفة الشرق "...موضحا أن هذا القرار جاء استجابة لرغبات أولياء الأمور بتوحيد الإجازة بين المدارس الحكومية والخاصة". وكيف عرفت الوزارة رغبات أولياء الأمور؟ هل تم توزيع استبانات عليهم؟ وهل تم استقصاء آرائهم؟ وهل تم الالتقاء بهم؟ أم عن طريق ما يكتب في الصحافة ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي؟ أم أنها رغبات فلان وفلان، ورأي فلان وفلان ....؟ قلتُ له لا إجابة. س: أنا أسمع وأنتَ كذلك تسمع أن بعض مديري المدارس يُنتدبون لإدارة مدارس أخرى، بالإضافة للمدرسة التي هو فيها، فهل خلا الميدان التربوي التعليمي من الكفاءات لإدارة مدرسة ما جديدة كانت أو لأي عذر طارئٍ في أي مدرسة؟ متى ينتهي هذا الإجراء العقيم السلبي؟ فميداننا التعليمي مليء بالقدرات. فالمدرسة ليست إدارة في وزارة ما قد ينتدب فلان لإدارة إدارتين.  س: إلى متى ستظل الصفوف الدراسية في مدارسنا مكتظة بعدد من الطلاب يزيد عن مساحة الصف المخصص لكل طالب؟ قلت له نعم هذا صحيح، ونتمنى من الوزارة أن تجعل هذا الملف من أولوياتها الآن وتتخذ خطوات إيجابية عملية في العام الدراسي القادم، ونقول لها بكل صراحة الميدان التربوي التعليمي يشتكي والمدرسون كذلك وأبناؤنا يشتكون من هذا الاكتظاظ الذي لا معنى له. نقول لها كفى.. ونقول أن "مدارسنا أي الصفوف الدراسية مصممة لاستيعاب 25 طالباً بحد أقصى وبمساحة 42 متر تقريباً، والوضع المناسب والأفضل هو 20 طالباً في مساحة 40 متراً مربعاً تقريباً، يعني بواقع 2 متر مربع لكل طالب تقريباً". ومعلوم أن زيادة عدد الطلاب في الفصل يرهق المعلم ويقلل من العطاء ويضعف تركيز الطالب، هكذا يقول أهل الاختصاص، فلماذا نخالفهم ونتبع سبيل غير أهل الخبرة.   س: هل تناست الوزارة (المعايير والاشتراطات الواجب توافرها في المبنى المدرسي) التي وضعتها وأطلعني على هذه المعايير المكونة من تسع صفحات؟ أم أنها أوراق تطبع وتنشر ولا يعمل بها هكذا يحدثنا الواقع، أو أنها للتسويق؟ وأين الأمن والسلامة لطلابنا وكل من يعمل في البيئة المدرسية؟.  "ومضة"  سيظل التعليم الشغل الشاغل للمجتمعات، خاصة عند المجتمعات المتقدمة، وكذلك عند المجتمعات التي تبحث لها عن مكانة بين هؤلاء في المنظومة التعليمية.