11 نوفمبر 2025

تسجيل

ضد جنون داعش وليس ضد الإسلام!

05 مارس 2015

بتناول ساذج، وبتبسيط مخل، وبإدراك سياسي متواضع، يردد البعض منا، نحن معشر المسلمين، يردد بالكتابة والخطابة، وبالتهريج السياسي الأجوف، يردد مغالطات جوفاء تصور الحلف العالمي الذي يتصدى لجنون ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، يصوره بأنه حلف ضد الإسلام والمسلمين.. وبمثل هذه المغالطات الجوفاء يقدم هؤلاء السطحيون من حيث لا يدرون، يقدمون خدمة مجانية لأعداء الإسلام الحقيقيين حين يوعزون بأن استهداف داعش هو استهداف للإسلام، كأنهم يعترفون بأن داعش هو مشروع إسلامي وبأن الفظائع التي ترتكبها باسم الإسلام هي عمل مقبول ومشروع إسلاميا.. وهنا سيجد الأعداء الحقيقيون للإسلام الفرصة للكيد للإسلام آخذين البراهين والدلائل من أفواه هؤلاء السطحيين، تسمع هذه الهرطقات الساذجة هذه الأيام من بعض أئمة المساجد الذين يلقون الكلام على عواهنه دون حذر أو تدبر، ويقعون بهذا التصرف في أفدح الأخطاء ضد الإسلام والمسلمين، يتفضلون بها على أعداء الإسلام، فتنطبق عليهم صفة الولي الجاهل. وبهذا الفهم البائس يرتكب هؤلاء السطحيون أخطر جريمة في حق الإسلام والمسلمين عندما يوعزون ولو من طرف خفي بعيد أن التصدي لداعش هو تصدٍ للإسلام، ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية لا صلة له بتعاليم الإسلام، وأكيد أنه لا صلة له بالمسلمين الذين يذبحهم ذبح الخراف متى وجد إلى ذلك سبيلا.ويقدم رافضو التصدي الحازم لجنون داعش فرصة لأعداء الإسلام لإلصاق جرائم داعش بالإسلام ولمساواة الإسلام والمسلمين بداعش طالما أن بعض المسلمين يرفضون الهجوم على داعش باعتباره هجوما على الإسلام. الحلف الدولي الكبير لمحاربة ما يسمى بتنظيم دولة الخلافة الإسلامية هو في حقيقته انتصار للإسلام والمسلمين من دنس مجموعات مارقة ومخترقة تسيء إلى الإسلام قبل إساءتها لأعداء الإسلام كما تدعى، الحلف عسكريا، أو أنه يريد خوض حرب ضد الإسلام والمسلمين، رئيس الدولة القطب ذات الأساطيل العملاقة التي تجوب المحيطات، وتراقب أجواءها وحركتها وسكونها، وتحصي أنفاس كل كائن متحرك فوقها. والتى تستأسد بمقدراتها وبالبحار العلمية والتقنية على الفضاءات الدولية، وتتربع فوق أديم المعمورة كيف تشتهي بما تخلق من تحالفات وترتيبات ثنائية وإقليمية ودولية، تساعدها على ذلك يدها الطويلة الممدودة بالعطايا والمزايا لمن يريد، وعينها الحمراء المحدقة بالترغيب والترهيب لمن يعصي أو يتمرد على سيدة الأرضين والبحار في عالمنا الدنيوي هذا. رئيس هذه الدولة القطب لا يحتاج لمساعدة عسكرية أو سياسية أو معنوية في حربه ضد مليشيا شعبية وليدة مهما بلغت من القوة والتنظيم، فهي لا تصل إلى مقام الدولة. أي دولة، ناهيك أن تكون دولة في مقام الولايات المتحدة التي نعايشها ونرى كيف أنها تصطاد أهدافها العسكرية من على البعد بطائراتها الشبح ذات الدقة التصويبية المتناهية التي تذهل المراقب حتى لا يكاد يصدق ما يجري أمام عينيه. فعيون زرقاء اليمامة الإليكترونية الأمريكية ترصد، وتدمر، ثم تمضي بأيديها المخضبة بدم هدفها ولا تبالي.. دولة بهذه القدرات العسكرية الخرافية لا يحتاج رئيسها إلى بنادق حربية تأتيه من وراء حدوده تشد أزره الحربي، ولكنه يتجمل ويتماهى مع الحراك الدولي من حوله حتى لا يبدو المسرح الدولي وكأنه مسرح الرجل الواحد. هذه الدولة القطب ذات القدرات الممتدة يقوم على أمرها رئيس كاره للحروب بطبعه وسجيته، ويفكر كثيرا قبل التوقيع على أي قرار عسكري، خصوصا إذا كان قرارا يصطحب أعمالا حربية نشطة: من إطلاق للنيران وإزهاق للأرواح، الشعب الأمريكي لا ينسى لرئيسه عندما كان شيخا شابا في ولاية ميسوري كيف أنه كان يصرخ في جلسات مجلس شيوخ الولاية ضد إدارة الرئيس بوش وأركان حربها وهم يرتبون لحربهم الظالمة ضد العراق في عدم مبالاة فجة بما ستحدثه الحرب الظالمة من مآسٍ للعراق ولشعب العراق.. لم ينس الشعب الأمريكي موقفه ذاك ضد الحرب حين أزفت ساعة الحساب. فقد كافأه باختياره رئيسا له مفضلا له على السيناتور جون مكين، عجوز الحروب، الذي كان مؤهله الوحيد الذي خاض به المنافسة الرئاسية اشتراكه في حرب فيتنام وهو طيار يافع، هذا الرئيس الكاره للحروب، بتكوينه للحلف الدولي لمقاتلة داعش، أراد أن يرسل رسالة إلى داعش تقول له انظر هاهو العالم كله يحتشد ضد جنونك وبطرك الكاذب، وسوف يوقفك عند حدودك قسرا إذا لم تتوقف عن ممارسة الانتحار طوعا، وسوف يقتلك هذا العالم قبل أن تقتل كل القيم الإنسانية المرعية ثم يقتسم مسؤولية قتلك بالتساوي. فانظر وقرر لنفسك، كان ذلك هو الإطار الذي ولد فيه حلف أوباما الدولي ضد جنون داعش، وليس ضد الإسلام أو المسلمين، لأن داعش الذي يذبح المسلمين ذبح الخراف ليس له صلة بالإسلام أو المسلمين.