06 نوفمبر 2025
تسجيلربما أكون أول الناظرين والمتشوقين لشكل القمة العربية التي تعد العراق عدتها لاستضافتها قريباً وشوقي هذا لا يمكن أن ينشأ بطبيعة الحال بسبب ما سيخرج عنه البيان الختامي للقمة الذي وإن اختلفت بنوده في ترتيبها فإن مضمونه لا يمكن أن يتغير حتى وإن مر على هذا الوطن العربي الكبير الفصول الأربعة وليس ما يسمى جزافاً بـ (الربيع العربي)!.. ولكن شوقي هذا كان وسيستمر حتى تتكحل عيناي بمشاهدة (الرؤساء الجدد) لمن اجتاحت دولهم رياح التغيير وكيف ستكون البداية وسط أول تجمع عربي على مستوى الحكام وأي مسودات عمل سيحملونها بعد تدريب شاق على المواجهة والمناقشة وربما الملاكمة باعتبار أن الخلافات العربية - العربية تدور بشكل آخر في الغرف المغلقة؟!!.. أتطلع إلى مشاهدة الرئيس التونسي الجديد وكيف سيحث ذاكرته على مراجعة طقوس البروتوكول الرسمي في ذهنه قبل أن يتفوه بكلمة ويشكر هذا وذاك على إتاحة الفرصة للتعبير عن امتنان شعبه لمن ساهم في مباركة ثورة الياسمين على أرضه، التي كانت شراراتها تتقافز في كل ناحية لتشعل مصر واليمن وسوريا وليبيا ويعلم الله أي شرارات باقية لتحرق البقية الباقية من بقايا أرضنا العربية!..أتشوق لمشاهدة من سيمثل مصر المحروسة وهي التي تجهز أرضها لاختيار وربما انتخاب رئيس جديد لها بعد أن قلبت الحكم على رأس مبارك فانتقل من مقعده إلى مرقده وبات (يتسوح) غدوة ورواحاً من المحكمة التي لاتزال تراوح في حكمها على مبارك وحصرت كل جرائمه في سؤال واحد: هل سلط مبارك بلاطجته على الشعب في ميدان التحرير فقتلوا ونهبوا؟!.. وكأن كل ما فعله هو هذا فقط!.. ولكني بالفعل أسعى لرؤية مصر جديدة بعد أن (داخت رؤوسنا) ونحن نبحث عن مصداقية شعار (مصر أم الدنيا) فإذا نحن نجد لدنيانا ألف أم غيرها!.. أتمنى أن أرى كيف سيغدو الليبيون الذين أجهزوا على القذافي وأنهوا حكمه الذي قارب الأربعين عاماً وهم يمثلون الجماهيرية الليبية في قمة أقل ما يقال عنها إنها قمة تعارف قبل أن يبحثوا فيها مشاكل هذه الأمة، لاسيما أن اليمن هو الآخر سيحضر رئيسه الجديد المعتاد على مثل هذه الأجواء وهو عبد ربه منصور صديق (صالح) الذي سلمه السلطة مؤخراً ليصبح رئيساً لمدة سنتين يسعى خلالها لإنعاش اليمن اقتصادياً وهو البند الأول الذي يتحدى مسؤوليات حكومة منصور الآن!. هذه القمة التي ستبدو في ظاهرها ترحيباً بالزائرين الجدد بينما في الحقيقة هي حصة دراسية لهؤلاء الوافدين في تعلم كيف تدار جلسات القمة العربية أمام وخلف الكاميرات!.. كيف ستكون الابتسامة عريضة أمام الشعوب وكيف ستحال لعبوس ووجوم حين تغلق البواب ويتخلص الحكام من ثقل محكوميهم!.. ستعلمون كيف يكون الدخول مهيباً والخروج باهتاً!.. كيف يجب أن يكون الوقوف شامخاً في الصورة الختامية وكيف يجب أن تبدو الابتسامة عريضة حين يتجمع الرؤساء عقب البيان الختامي ويطلقون ضحكاتهم وتعليقاتهم!..كيف يجلسون على طاولة القرارات وتتعانق الأيدي متوحدة وتركل الرجل متفرقة!..على هؤلاء (الجدد) أن يتعلموا برتوكول قممنا العربية كيف هي في الحقيقة وإن باطنها الرمادي يختلف كثيراً عن ظاهرها الوردي المحفوف بأغصان الزيتون اليانعة!..عليهم أن يتهجأوا كلمات الاستنكار كيف ترتفع وتيرتها مع أي هجوم سافر على مقدساتنا الإسلامية للأقصى الشريف وكيف تشتعل حروف الرفض حين تتعرض أي مصالح أمريكية أو أجنبية لأي تهديد أو هجوم ما.. عليهم أن يعرفوا كيف يحترموا الأجنبي على أرضهم وإن المواطن مجرد (تجربة) لتحديثات سياساتهم كلما طرأ عليها ما يدعوهم لتغييرها خشية أن تهب عليهم رياح (الربيع العربي)، الذي لم أر منه حتى الآن سوى الغبار وأمراض الربو وحساسية العين!..هذا ما بت اشتاق له وأنا ألمح عقارب الساعة تنتحر طواعية أمامي لولادة وجوه ساهمت في هيكلة حكوماتها لكنهم سيبقون بلاشك البداية لانهيار قادم سيسعى آخرون لتهذيبه من جديد!.. فمن الذي يظن بأن الربيع يأتي مرة واحدة بالعمر؟!. فاصلة أخيرة: سوريا.. تهديد بشار بما سيفعله إن شن العالم حرباً عليه له ثقله الذي يجب ألا يستهين به أحد!.. فهذا (المخبول) يعلم جيداً كيف غسل عقول أتباعه فكان نصيبهم منه الجفاء وله للأسف الوفاء!