06 نوفمبر 2025
تسجيلوأخيراً وبعد صبر طويل.. وبعد آلام وجراح.. وبعد انكسارات وهزائم.. وبعد مصائب وكوارث.. وبعد غياب الانتصارات العربية.. وبعد التنازلات العربية وبعد غياب الفرح. أخيراً يأتي النصر ويأتي الفرح.. ويأتي التقدم والرخاء.. ويأتي نور الأمل في حياة أمة وكرامة شعب ويأتي نور فجر جديد لأمة عاشت طويلاً في ظلام دامس ويأتي هذا النور من رحم آلام وأوجاع هذه الأمة. أمس الأول ظهرت في سمائنا العربية شمس انتظرناها طويلاً بزغت من دولة قطر لتضيء أرض العرب من المحيط إلى الخليج. ظهرت هذه الشمس لتذيب جليد التخاذل والخوف والمذلة وتطهر بأشعتها كل الأجواء العربية التي تلوثت بأقدام الغزاة والطامعين والمحتلين هذه الشمس التي بزغت من دولة قطر كانت مفاجأة للجميع، خاصة الدول الكبرى المنافسة لهذه الدولة وأثارت دهشتهم واستغرابهم وتساءلوا كيف لدولة صغيرة في مساحتها وقليلة في عدد سكانها أن تفوز بأكبر حدث رياضي عالمي "كأس العالم لعام 2022"، وتساءلوا أيضا كيف تفوز هذه الدولة وهي من دول العالم الثالث المتخلف حسب قناعاتهم. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن دولة قطر صغيرة في مساحتها الجغرافية لكنها كبيرة في قيادتها وكبيرة في شعبها الذي يكبر يوماً بعد يوم لأن الله عز وجل وهبه قيادة حكيمة رشيدة وضعت الإنسان في قمة اهتمام خططها الاستراتيجية التنموية واعتبرت هذا الإنسان هدف التنمية وشاركت هذا الإنسان في صنع الحياة ورسم خطط المستقبل وبهذا الإنسان تحقق حلم قطر وتحقق حلم العرب باستضافة كأس العالم عام 2022م. ونسوا وتناسوا أن "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" وعزيمة وإرادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه كانت الدافع الحقيقي لمواجهة هذه المنافسة العالمية والفوز بهذا الإنجاز التاريخي ولعل ذلك يعتبر من أهم الدروس والعبر لنظامنا الرسمي العربي فبالإدارة والعزيمة نستطيع أن نحقق الحلم وبالإصرار والتخطيط السليم نستطيع أن نتغلب على الكبار مهما كنا صغاراً في مساحتنا الجغرافية أو في قلة عدد سكاننا. لقد كان فوز دولة قطر بهذا الحدث التاريخي محطة يجب أن يقف عندها نظامنا الرسمي العربي لأن هذا الفوز صحيح أنه يمثل جانبا رياضيا لكنه يحمل معه دروساً وعبراً تتعدى الإطار الرياضي ولعل أهم درس هو عدم الاستسلام وعدم اليأس وعدم الخوف وعدم التردد وعدم التفريط بالحقوق وعدم الاعتماد على الآخرين في البحث عن حلول لقضايانا المصيرية وعدم الخوف من الكبار وهنا لابد من التذكير بأن شجاعة دولة قطر جعلتها لا تتردد في قبول التحدي أمام دول كبرى مثل اليابان واقتصادها القوي المتين وكوريا الجنوبية كذلك والأهم من كل ذلك الدولة العظمى الآن الولايات المتحدة الأمريكية وهنا يتضاعف هذا النصر وهذا الفوز في هذا التنافس وقبول قطر أن تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية وتفوز عليها هو أبلغ درس وأقوى عبرة لنظامنا الرسمي العربي الذي تعود أغلبه ألا يقول "لا" للإدارة الأمريكية وها هي الدولة العربية الصغيرة تقول "لا" للإدارة الأمريكية.. تقول لها "لا" تحتكرين حقوق الآخرين فمن حقنا أن ننافس على حق من حقوق الشعوب مهما كانت قوته العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ولا تستصغري الآخرين فكم من دولة صغيرة وقليلة في عدد شعبها لا تغيب عنها الشمس وهذا ما نتمنى أن يسمعه الرئيس الأمريكي أوباما الذي وصف فوز دولة قطر بالمونديال بأنه "خطأ"!!! لا ندري يا فخامة الرئيس الأمريكي أين "الخطأ" ومن ارتكب هذا "الخطأ"؟!!! لقد كنا نتوقع أن يقول العدو الصهيوني أن فوز دولة قطر هو قرار خاطئ لأن هذا العدو لعب دوراً تخريبياً وإرهابياً ضد ملف قطر فهل تطوع الرئيس الأمريكي ليقول ذلك نيابة عن هذا العدو وهو الرئيس الذي علقنا عليه آمالا في "التغيير"، بسلوك الإدارات الأمريكية السابقة بعدائها للعرب ومناصرة العدو الصهيوني وهو الذي رفع شعار التغيير وهو الذي يدعو إلى الديمقراطية فأين احترامه للديمقراطية إذا لم يحترمها في الاتحاد الدولي لكرة القدم وكيف يصف قرارهم "بالخطأ"، وهنا هل من حق هؤلاء مقاضاة الرئيس الأمريكي هذا يعود لرؤيتهم إنما ما يهمنا نحن العرب أن نفرح اليوم بهذا الإنجاز التاريخي لدولة قطر التي قالت للشعب العربي "ارفع رأسك يا أخي" وأول غيث عودة الكرامة والعزة والنصر "قطر" وبهذا نستطيع أن نقول إن فوز قطر.. دروس وعبر.