10 نوفمبر 2025
تسجيلالادارة حكاية في تاريخ الوطن، لا أعرف من أين أبدأ لأسردها؟ وهل هي سرد أم انقطاع؟ هل هي تراكم أم امتناع؟ ما زلت أذكر اولئك الاوائل من الموظفين والمديرين، الذين كانوا النواة الاولى في اجهزة الحكومة حتى قبل إعلان الدولة، ما زلت أذكر السبعينيات أول بوادر ظهور اصحاب الياقات البيضاء من ابناء قطر، في البلدية والهندسة والصحة والكهرباء والماء دون ذكر الاسماء، ما زلت أذكر تلك السهولة في تمرير المعاملات بلا تعقيد، ما زلت أذكر ذلك التفاني في اداء الخدمة، ما زلت أذكر تلك الثقة بين الوزراء الاوائل وأوائل المديرين من ابناء قطر، الادارة في قطر قصة أو حكاية لا يمكن ان تسردها، لأنها راوحت بين التقدم والتراجع حتى اصبحت نوعاً من "الشرباكة" لا تراكم منظور ولا تجارب محفوظة، هدر في التجربة حيناً وانقضاض مشهود للانتهازية احياناً، وزارات قديمة وادارات تاريخية خالية من الكوادر المتخصصة لا أعرف اين ذهبت ولا كيف تسربت، تجارب لم تُكتب وخبرات لم تحك قصتها للتاريخ المحلي، وزراء خرجوا بصمت ابي الهول وقد قضوا سنوات طويلة، وتكنوقراط اختفوا عن المشهد بعد قضوا في التعليم اضعاف ما قد قضوا في تحمل المسؤولية، جيل جديد يستلم المسؤولية يبدأ من جديد، يتعثر، يأتي غيره، يبدأ هو الاخر في لبس من خلق جديد، سفراء في زمن البناء وزمن التحولات الهامة التي مر بها الوطن والمنطقة بأسرها لا أعرف اين تلاشوا، حسناً فعل الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري بتوثيق تجربته في الترشح لمنصب الامين العام لليونسكو، ولكن لا أعلم اذا كان هناك توثيق لتجربته الطويلة كوزير للإعلام وللثقافة وهي الاهم، كنت ولا أزال من الشغوفين بقراءة مذكرات الدبلوماسيين والرؤساء من احمد الشقيري الى محمود رياض الى محمد كامل وزير خارجية السادات المستقيل بعد كامب ديفيد، حتى عبدالله بشارة اول امين لمجلس التعاون الخليجي حريص جداً لقراءة ما يكتب هؤلاء من خبرات، لا أعرف ان كان هناك تراكم فكري داخل وزاراتنا تركه اولئك السابقون ام لا؟ لأنني لم اسمع عن ذلك ولم أقرأ شيئاً منه لذلك أجد من الصعوبة بمكان بالنسبة لي وربما لغيري أن يدرك نبتدي منين الحكاية؟ حكاية الادارة في قطر. [email protected]