06 نوفمبر 2025
تسجيلسأقف اليوم وقفات عديدة، أجوب فيها معكم على عالم مضيء من عصر قطر الذهبي، وتحديدا من عالم مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، للتعرف من خلال هذه الوقفات على بعض الومضات والممارسات المسؤولة لهذه المؤسسة الرائدة. * الوقفة الأولى، كنت في جلسة علمية رائعة في أروقة كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جمعتني فيها مع البروفيسور طارق رمضان الأستاذ الزائر في الكلية، ونائبه الدكتور جاسر عودة. وجاء هذا اللقاء للاستفادة من خبرات الدكتور رمضان، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مشروع علمي كبير، نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يرى النور قريبا. فتكلم الدكتوران رمضان وعودة عن تجاربهما العلمية المتميزة، وكان أبرز ما قالاه، هو رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله للمبادرات العلمية والبحثية المتميزة. وكيف أنها عملت خلال السنوات الماضية على مأسسة كثير من المفاهيم الإسلامية الأصيلة، وتحويلها إلى مبادرات ومشاريع يعود نفعها بإذن الله على العالم الإسلامي بوجه الخصوص، وعموم العالم على وجه العموم. وذكرا لي عن تجربتهما في تأسيس مركز أبحاث التشريع الإسلامي والأخلاق، كواحد من المراكز البحثية التابعة لمؤسسة قطر، والتي وجهت سموها حفظها الله، بمأسسة مفهوم الأخلاق من خلاله، بهدف تطوير معايير أخلاقية في مختلف أنواع التعاملات والعلاقات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها. ولكن الأمر الأهم الذي استوقفني كذلك في حديثهما، هو حرص سموها حفظها الله على حضور المحاضرات الجامعية، والالتزام بمواعيدها، والحرص على النيل من مفاتيح العلوم والمعرفة رغم انشغالاتها الكثيرة والمتشعبة. ولا أخفيكم سرا، بأن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أصبحت بالنسبة لي محطة مهمة، أرافق فيها ضيوفي القادمين من الخارج، لزيارتها، والتعرف على مؤسساتها، وإنجازاتها، وأنشطتها، حتى إنني وجدت نفسي من دون تخطيط مسبق، واحدا ممن يعمل متطوعا للترويج لها والتعريف بإنجازاتها. لقد أثبتت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، أنه بالعلم والمعرفة والبحث العلمي، يمكن أن تتبوأ الدولة وإن كانت صغيرة المساحة مكانة في مصاف الدول الكبرى، والمعطاءة، وصاحبة الأثر الإيجابي. * الوقفة الثانية، ستكون مع منتدى مؤسسة قطر الثالث للأبحاث، والذي ترعاه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله، وبالتعاون مع شبكة العلماء العرب في الغرب، والتي أصبحت واحدة من الشبكات الفاعلة في منظومة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. حيث ستفتتح سموها حفظها الله ورعاها، صباح اليوم الأحد فعاليات هذا المنتدى البحثي العالمي بإذن الله، وسيتم من خلاله إطلاق إستراتيجية البحث العلمي لدولة قطر، إضافة إلى استعراض العديد من البحوث العلمية في شتى صنوف العلوم والمعرفة. إن اهتمام سموها بالبحث العلمي، وتخصيص دولة قطر صندوقا لدعم البحوث العلمية، للباحثين من داخل وخارج قطر، أوجد ثقافة وأرضية صلبة لتطبيقات البحوث العلمية، ستجني دولة قطر نتائجها قريبا بإذن الله، وكذلك عموم الدول العربية والإسلامية. * الوقفة الثالثة والأخيرة، جاءت في أروقة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتحديدا في أروقة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، التابعة لشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، وفي ضيافة رفيق دربي العلمي والأخوي، وصديق مراحل تعليمي العام، الدكتور المهندس المبدع يوسف محمد الحر. لقد تبنى الدكتور الحر منظومة للمباني الصديقة للبيئة، وكيف عمل وزملاؤه بتطوير معيار مهني دولي، لا يقل مهنية عن المعايير العالمية الأخرى التي جاءت لنا من الشرق والغرب. وقد دعمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مبادرات نشر مفاهيم " المنظومة القطرية لتقييم الاستدامة"، وتطبيقاتها في دولة قطر وفي خارجها، وفرت لها مظلة مهنية، وبرامج منح بحثية عديدة. * وختاما أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جاءت بمبادرات مسؤولة ومتنوعة، وعالية المهنية والتميز. وعليه، أدعوا إدارتها التنفيذية، خاصة الجهاز الإعلامي والتسويقي لها، أن يراجع خططه التسويقية والترويجية، لأنها فعلا مؤسسة متميزة في بقعة صاعدة من هذا العالم، وتحديدا في قطر التي بدأت تأخذ لها مكانة كبيرة ومؤثرة بين الدول. واهتمامي بهذا الموضوع، دفعني لتشجيع إحدى طالباتي القطريات، في مرحلة الماجستير، أن تكتب موضوع رسالتها عن " دراسة تحليل مضمون الخطة التسويقية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع انطلاقا من واقع الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 وفق معايير الجودة الشاملة والتميز". فتحية لرائدة مؤسسة قطر، صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على هذه النجاحات والمبادرات النوعية، وكذلك لفرق العمل المساندة لها كلٌ في موقعه الوظيفي والمهني.