13 نوفمبر 2025

تسجيل

اقرأ.. فالقراءة طريق الفلاح

04 نوفمبر 2012

إن أول كلمة نزل بها الروح الأمين على رسولنا صلى الله عليه وسلم هي: "اقرأ" مما يدل على أن القراءة والاطلاع تشكل شيئاً مهماً في بداية قيام الأمة، وتشكل الوقود الحي لاستمرارها. معشر الشباب هل تريدون لعقولكم أن تتفتح، وهل ترغبون في مجالسة أعظم عباقرة الأمم عبر التاريخ، وهل تريدون الاطلاع على حكمة عصور بأكملها؟.. إذا كنتم تريدون ذلك فعليكم بالقراءة، لا تخطفكم وسائل الإعلام من الكتاب، فحين تقرأون تهدفون إلى الحصول على شيء ينفعكم، لكن حين تجلسون أمام التلفاز، فإنكم ترون ما ينفعكم وما يضركم، وعليكم أن تدركوا أن مصداقية ما تقرأونه أعلى من مصداقية ما تسمعونه، وأن قراءة كتاب قد تكون أنفع لكم من مجالسة صاحبه، حين يشتري أحدكم كتابا رديئاً أو غير مناسب لاهتماماته ومستواه الثقافي فإنه يخسر ماله ووقته دون فائدة تذكر. قال صاحبي: ما هي سمات القارئ الجيد؟ قلت: إليك سمات القارئ الجيد: * ألا يفرح بقراءة الكتب السهلة؛ لأن المرء حين يقرأ لا يفهم إلا ما يعرف، فإذا فهم ما يقرأه، فهذا يعني أنه يعرفه، ويكون دور الكتاب هو التذكير ليس أكثر. * يحرص على قراءة الكتاب بطريقة جيدة؛ يحرثه حرثا، ويضع خطوطا تحت العبارات المهمة، أو نقلها إلى أوراقه. * يستنفد كل ما في الكتب، ويفكر فيما يقرأه، لأنه لا يصبح ملكا له إلا من خلال التفكير فيه. * إن القارئ الجيد ليس هو الذي يقرأ كتباً كثيرة، ولكنه إذا قرأ كتابا قرأه بطريقة جيدة، وقد كان العقاد رحمة الله عليه يقول: "اقرأ كتابا جيدا ثلاث مرات، فذلك أنفع لك من قراءة 3 كتب". * القارئ الجيد إذا قرأ كل يوم ساعة بانتظام، فإنه يضمن لنفسه قراءة 80 كتاباً متوسطاً في العام، ولو قرأ ساعتين في أي علم من العلوم، فإنه يصبح في هذا العلم أستاذاً بعد خمس سنوات. قال صاحبي: ماذا يعني هذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: إنه يعني ما يأتي: 1- أن يقتطع شبابنا من مصروفهم الشهري جزءا لشراء الكتب وبناء مكتبة صغيرة في المنزل. 2- أن يخصص شبابنا ساعة من كل يوم – على الأقل – للقراءة المتأنية. 3- أن يقرأ شبابنا للمبدعين والكتاب الممتازين حتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من المعرفة الجديدة الموثقة. 4- أن ينظم الشباب وقته بشكل جيد، ليكون لديه فراغ كبير يملؤه بالقراءة والاطلاع. والله الموفق..