05 نوفمبر 2025

تسجيل

بيني وبينك

04 سبتمبر 2023

إذا كان رب العالمين جل جلاله قد عوضنا بأن جعلنا مسلمين ومن خير أمة أُخرجت للناس وأرسل لنا رجلا عظيما كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخصه بخاصية الشفاعة لنا يوم الحساب، كما أنه سبحانه المتنزه عن كل نقص قد جعل لنا من الثروات الشيء الكثير والتي كانت وما زالت تتدفق علينا ملياراتها حتى أنها أصابت البعض بتخمة الفائض وشفيت جميع أمراض الميزانيات المعروفة التي كنا نسمع عنها من قبل. ولولا هذه النعم لكنا في خبر كان وكيف سوف تكون حياتنا وكيف سوف نعيش هل ستكون كعيشة آبائنا وأجدادنا أم أسوأ بكثير؟؟ لأن رب العالمين عالم الغيب والشهادة يعلم بحالنا مسبقا كيف سوف يكون عليه وحال الأمم الأخرى كيف سوف يكون وأنهم سوف يكونون متقدمين علينا بمراحل صناعياً وعلمياً وثقافياً وزراعياً بل في كل المجالات وإنا لن ندركهم في هذا المجال لربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فمكاننا ما زال على حاله نتقدم ببطء شديد مرة ونرجع إلى الخلف مرات بل أودعنا أكثر الأشياء في صندوق الماضي ولم نضع في صندوق الحاضر أو المستقبل إلا أقل القليل يعني لا يُغني ولا يُسمن من جوع. وحصرنا جُل أفكارنا في هذا الإطار بل بالغنا في ذلك وتصدر هذا المشهد الكثيرون من الذين وجدوا ضالتهم فيه ووجدوا كذلك أرباحا وفرصا سهلة الصيد لا تحتاج إلى مجهود كبير ولا لعدة صيد خاصة مجرد أفكار بالية نصبح ونمسي عليها. عيون المستقبل فيها كفيفة البصر وعيون الماضي نظرها حاد ستة على ستة، كما لم نشكر الله سبحانه على هذه النعم المختلفة التي رفعت من قدرنا ولولاها لما كانت لنا قيمة تُذكر. وآخر الكلام بعض الدول فتحت أبوابا كثيرة لمن يريد الذهاب للمستقبل وللأسف الشديد لم يمر من هذه الأبواب الحديثة إلا قلة قليلة بينما ذهب السواد الأعظم لتلك الأبواب العتيقة غير مقدر جهود الدول المكلفة اقتصاديا والتي بُذلت للرفع من شأنه. كما قد تتحمل الدول جزءا من هذه المشكلة عندما تجاريهم في أفكارهم وتقدم لهم الدعم اللازم لذلك..