17 نوفمبر 2025
تسجيلقلنا أول أمس كخلاصة الجزء الأول من هذا المقال، بأنه لم يكن هناك ما يستدعي ويدفع لأن تدخل الجامعة أجواء الاعتمادات الأكاديمية أو دخول منافسات التصنيف الدولي للجامعات، باعتبار أن أغلب تلك الإجراءات تجارية وفيها من البهرجة الشيء الكثير، بل ربما يعتبرها البعض أنها نوع من الوجاهة أو "البرستيج".. تكاليفها أغلى من مردودها، سواء على الجامعة أو طلابها. هي إجراءات أو وجاهات قد يستفيد من يسعى فيها بصورة أو بأخرى، لكن في الواقع العملي لا تجد ذاك المردود الإيجابي، وبالتالي كان دخول الجامعة إلى تلكم العمليات والإجراءات، أشبه بدخول نفق متشعب الطرق، لتخرج منه بعد حين من الدهر، لتجد نفسها وقد صرفت ملايين الريالات وضاع جيل كامل وتعطل، لم يجد مدخلاً للجامعة ولا كان في الوقت ذاته، مؤهلاً لدخول سوق العمل أيضاً.. لتجد الجامعة نفسها وقد عادت إلى ما كانت عليه قبل عقد من الزمن. ولنتحدث عن بعض التفاصيل.. سيكون مفهوماً ومنطقياً أن تكون من شروط القبول بالجامعات الأمريكية أو البريطانية على سبيل المثال، تحقيق نتيجة معينة في اختبارات اللغة الإنجليزية كالتوفل والآيلز، لكن أن تأتي جامعة وطنية عربية وتضعه ضمن شروط القبول فهو أمر غير مفهوم، بل يصل الأمر ليكون كذلك من شروط القبول بكلية اللغة العربية والشريعة!! في خطوة لا يمكن فهمها مطلقاً، سوى أنها أضاعت من أعمار كثيرين، ولا يُفهم منها أيضاً سوى أنها تنفيذ لأحد متطلبات الاعتماد الأكاديمي أو ما شابه من عمليات.. عقبة اختبارات التوفل والآيلز حرمت الكثيرين من المرحلة الجامعية، وتم بسببها هدر الملايين على المرحلة التي تم استحداثها والمسمى بالتأسيسي، التي أكملها كثيرون مع ذلك، ولكن دون تجاوز عقبة تلك الاختبارات الأجنبية، في جامعة وطنية تحولت اللغة الرسمية فيها من العربية إلى الإنجليزية بقدرة قادر، وفي سابقة نادرة الحدوث في تاريخ الجامعات الوطنية العربية. تم تدارك الأمر، لكن في وقت متأخر جداً، وتم إلغاء شرط الاختبارات تلك ولكن بشكل غير تام أيضاً، من بعد أن تكدس الآلاف من القطريين، الذين كانت لهم آمال وتطلعات وطموحات عبر تكملة المرحلة الجامعية، فانتشروا تبعاً لذلك هنا وهناك ما بين منتسب لجامعة سيعاني من مشكلات المعادلة مستقبلاً، أو مسافر لبلاد أجنبية ينفق من ماله الكثير ليكمل دراسته، أو باحث عن عمل في سوق، لا يرحب أساساً بمخرجات الثانوية من المواطنين.. وكل تلك التعقيدات تتحمل الجامعة الكثير من المسؤولية، بعد أن ضاعت بوصلتها، فلا هي عادت وطنية ولا استطاعت أن تكون تجارية تنافس أخريات متمرسة في هذا المجال، والضحية هم شبابنا، ثرواتنا!! والحديث له بقية باقية لم تنته بعد..