12 نوفمبر 2025

تسجيل

وأيضاً: رمضانيات (1)

04 يوليو 2015

قديماً.. كان الاستعداد لقدوم الشهر الفضيل يأخذ اشكالاً عدة، منها ما هو مرتبط بالأكلات الرمضانية وبخاصة الوجبات ذات الطابع الخليجي مثل الهريس والثريد.. أو بعض الحلويات الخاصة بالمنطقة مثل الساكو والمحلبية وغيرهما.. ومع توافر كل شيء في الأسواق مثل "حب الهريس- واللقيمات وغيرهما" فإن الاستعداد لهذا الشهر قد وفر الجهد والوقت لسيدات هذا العصر.. وحتى المطاعم اخذت كل الأمور على عاتقها.. نعم لا نشعر برائحة الأمهات.. ولا بطعم الأكل، ولكن هذه حال الدنيا.. ولقد صور الفنان سلطان السليطي في مجموعة من لوحاته عن البيئة الشعبية كيفية الاستعداد للشهر الفضيل أولاً، وكيفية قيام سيدات زمن رحل سريعاً باعداد الطعام، بدءاً بدق الحب، أو حتى اعداد المأكولات، ولكن إذا كان الماضي قد ولى، فهل الحاضر قد قطع حبل التواصل مع أيام وليالي الشهر الفضيل، لا.. الأمر مع الأسف قد أخذ منحى آخر، وأوجها عدة.1- الجرائد والمجلات تأخذ على عاتقها تقديم برامج دينية مكررة ومعادة وفي هذا فائدة للبعض، هذا بجانب تقديم مسابقات وجوائز واسئلة ساذجة يتم طرحها على القارئ، مثل ما اسم مؤذن الرسول، ما اسم والدة سيدنا محمد، قس على هذا برامج المسابقات المختلفة في الوسائط السمعية والبصرية، وهي أقرب ما تكون في حقيقتها إلى روح التسلية، ولكن ماذا نقول وهذه حال الدنيا.2- البرامج التي تبعث على الرتابة والجوائز بالملايين وأحدهم قد عبر صدقاً بأنها صدقة غير جارية.. ولا تسأل كيف، هذه البرامج تقدم تحت بند التسلية الفارغة، وقد تصاب بالضغط والسكري، وهذا غير مهم، المهم أن يستخف أحدهم بالمتلقي وأن يخفف دمه على حسابك وشتان بين ما كان وما هو كائن.3- ثالثة الأثافي، قديماً كانت تتم دعوة كبار القراء لقراءة القرآن الكريم عبر تلاوة تأخذ بالإنسان إلى أبعد العوالم، أصوات ملائكية شجية، أذكر منهم في بداية الإذاعة، الشيخ شعيشع على سبيل المثال لا الحصر، والطبلاوي وغيرهما، وهذا الأمر ليس انتقاصاً من أي قارئ يحاول أن يسهم بدور ما، ولكل مجتهد نصيب.4- آه.. على زمن ولى سريعاً، الأكبر منا سناً سوف يتذكر كباب عزيز كان لهذه الأكلة طعم ومذاق، ولكن كل هذا مر سريعاً، لأن ايقاع الحياة أسرع من مداركنا!!