14 نوفمبر 2025

تسجيل

بلير الباشا

04 يوليو 2011

أخيراً يستطيع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق أن يتنفس الصعداء وأن ينام قرير العين، وألا يتحسر على مغادرته مجلس الوزراء البريطاني الذي ظل ردحاً من الزمن يحيك المؤامرات ويطلقها سهاماً تصيب الخاصرة العربية في مقتل.. اليوم يمكن لصاحب الوجه الطويل أن يشكر تاريخه الذي جعله شخصاً مميزاً حيث سيحصل على مبلغ سنوي يقدَّر بـ (1.000.000 $) ستدفعها إحدى الدول العربية للشركة الاستشارية الخاصة ببلير نظير تأمين استشارات شخصية منه!! ماذا أقول ياعرب؟ ماذا أقول وكل يوم تخرج لنا فضيحة عربية، وأيد متواطئة تجرنا إلى الحضيض أكثر وأكثر..لماذا؟.. ماذا فعلنا لكم لتجعلوا من الأعداء رموزاً وعباقرة وربما حين يموتون تقيمون لهم أضرحة في باحات دولكم؟!..ما الذي يجعل بلير يـُكافأ بهذه القيمة ولأجل ماذا ندفع له أموالاً؟؟.. هل كانت مشاركة بريطانيا في غزو أفغانستان وقتل شعبها وتشريدهم وتنصيرهم وتنصيب حكومة متواطئة عملاً جليلاً أم أن سياسة بلاده التي تنصب حول إقامة دولة إسرائيل واعتبار حماس حركة إرهابية وتهميش إقامة الدولة الفلسطينية الحلم هو العمل الجبار الذي يستحق عليه بلير أن يبني مستقبل أطفاله وعائلته على حسابنا؟!..أو أن محاربة بريطانيا للإسلاميين كان السبب الأول في مكافأة توني الصغير؟!!.. بجد اعطوني سبباً لكي اقتنع ما الذي ترونه في بلير ولا أراه أنا فيه!!.. ماذا قدم لكي يضحك على الذقون ويسلب من أموالنا لتسيير أغراض شركته التي على ما يبدو تسترزق إعاشتها من جيوبنا حتى في منصبه الحالي للجنة الرباعية بالاتحاد الأوروبي؟!..لا أعلم هل أضحك وأدعو العيون التي تتابع سطوري هذه إلى التلطف وأن تنفرج الشفاه التي تلي الأنوف عن ابتسامة فضحكة ثم قهقهة كبيرة يصل مداها إلى لندن أم أن تكابر وتمسك دموع القهر من أن تنساب وتحفر أخدوداً من المستحيل أن ترممه عمليات التجميل؟!!. لا أنكر بأنني قد تأثرت من الخبر أعلاه وأشد ما ثارني إنه وسط التحديات الأليمة التي تحيط بالأمة العربية ووسط الجشع الغربي على أراضينا، وعوضاً عن شكوانا من قضية احتلال فلسطين فقط، أصبحت لدينا قضايا احتلال في فلسطين وأفغانستان ومشروعات حروب محتملة لسوريا وإيران. يأتي تكريم باذخ لمسئول مثل بلير من المعيب أن نكبر رموز هذه الدول التي استباحت أرضنا وعرضنا ونهبت ثرواتنا وسلبت كرامتنا وأفقدتنا معنى الحرية والشعور بالكرامة العربية وفي المقابل نحن لديهم لا نسوى دراهم معدودة وكل من كان يمثل رمزاً إما تجرد من حكمه ونـُصبت له المشانق كما حدث مع الشهيد صدام حسين أو تـُحاك له الدسائس في الخفاء والمؤامرات والخطط الجهنمية مثل عمر البشير أو من ينتظرون إشارة دولية أو لا يهم ليلحقوه بمن سبقوه كما يجري الآن مع بشار الأسد والقائمة تطول ونحن على النقيض تماماً!.لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟!!.. يبدو أن الطريق الاقصر والأسهل للجنون يبدأ مع جنون الحكومات العربية التي تتخبط يمنة ويساراً ويريدون إجبارنا على تقبل سياسة مرعبة تتعدى المعقول في استضافة مجرمي الأمس إلى بناة المستقبل العربي لدينا بفضل خبراتهم التي وصلنا ببركاتها لما نحن عليه الآن.. أقسم بالله إنني ولأول مرة أكتب وقد امتزج الضحك فيني بالحزن واختلطت لدي المشاعر والآن فقط عرفت أن بوش لن يظل عاطلاً هو الآخر!..أمممممم سيؤسس هو الآخر شركته والتي سيكون شعارها "إن لم تكن حملاً عربياً فكن ذئباً أمريكياً" كيف؟؟ الحل عند بوش الخبير جداً جداً جداً بالعرب.. ولكن ما الدولة الخليجية أو العربية التي ستلحق بالسبق في "اصطياد بوش" إحم إحم أعوذ بالله أقصد "خبرات بوش" وستموِّل مؤسسته بكم مليون من الأوراق الخضراء الجديدة التي تساعد المسكين على بناء ما بقي له من العمر هو ولورا العزيزة؟!!..لا تستغربوا فقد أضحى كل شئ بعد صفقة بلير جائزاً وإذا شاهدتم يوماً رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بيننا بعد انتهاء ولايته أيضاً يعطي هو الآخر "دروساً خصوصية" لأي دولة عربية فأرجو ألا تفغروا أفواهكم دهشة واستنكاراً.. عادي عادي..أكمل سيرك واغلق فمك ليس خوفاً من أن تـقول شيئاً جارحاً فغيري قادر على بتر لسانك ولكن خشية من أن تستنشق هواءً ملوثاً فتكون متهماً وستكون هذه تهمتك الوحيدة التي ستحاسب عليها ليس لاستنشاقك الهواء ولكن لسلب الهواء من أمام أنف نتنياهو.. يالطيف.. يالطيف!! فاصلة أخيرة: * ما تهمتي؟ * العروبة! * أسألكم يا جماعة.. ما تهمتي؟! * قلنا لك.. العروبة! * نعم؟!!.. سألتكم عن التهمة وليس عن العقوبة!!! (( أحمد مطــر))