07 نوفمبر 2025
تسجيلانتقد الدكتور سيد عمر الأمين العام لحزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان وجود طائفة ذات نفوذ قوي داخل البلاد تنظر إلى الإسلام على أنه "عدو" و"غول".. وأن وجهة النظر هذه تترجم في حملات تشويه إعلامية تسعى لإيجاد نوع من الفوبيا ضد الإسلام، وأضاف أن هناك قيودا مفروضة على الدعوة الإسلامية، منها حظر تلقي الدراسات الإسلامية دون الحصول على تصاريح أمنية، كما أن هناك محاولات لتجفيف منابع الدين، مثل حظر الحجاب، وهدم العديد من المساجد، وحظر استخدام مكبرات الصوت خلال أذان الفجر. قال صاحبي: بداية.. كيف انتشر الإسلام في آسيا الوسطى وطاجيكستان؟ قلت: لقد لعب القائد قتيبة بن مسلم الدور الأبرز في دخول الإسلام إلى طاجيكستان، في الفترة ما بين عامي (94-96 هـ) حيث ارتبط الدين الحنيف بالأحداث التي تلت معركة القادسية، وفتح خرسان، وبلاد ما وراء النهر، ووصلت جيوش المسلمين إلى نهر جيحون، وانتقلت منه إلى منطقة وادي فرغانة التي تعتبر القاعدة التي انطلق منها الإسلام إلى معظم بلدان آسيا الوسطى، ثم أوفد القائد المسلم قوافل الدعوة من الدعاة والتجار لنشر الإسلام فحققت هذه الجولات نتائج طيبة. ثم جاءت الفترة الذهبية لانتشار الإسلام في هذا البلد في الدولة العباسية التي اهتمت بمنطقة آسيا الوسطى اهتماما كبيرا تمثل في إيفاد أعداد كبيرة من الدعاة وإنشاء مئات من المدارس الدينية والكتاتيب بشكل خلاق خلق نهضة تعليمية ودينية أسهمت في تخريج عشرات العلماء والفقهاء الذين آثروا الفكر الإسلامي وعلومه ومنهم على سبيل المثال الإمام البخاري والإمام الترمذي. ولقد وصلت نسبة المسلمين في بعض القرون إلى 100%، إلا أن بعض التطورات التي حدثت في العصر الشيوعي من تهجير وتصفية جسدية في أوساط المسلمين جعلت هذا العدد ينخفض إلى أقل من 83%، حيث تم إحلال مواطنين من روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء محل المسلمين الذين هاجروا مرغمين إلى سيبريا. قال صاحبي: تشتهر هذه البلاد بالتنوع العرقي، فهل ألقيتم الضوء لنا على هذه التركيبة السكانية للبلاد؟ قلت: يمثل الطاجيك الغالبية العظمى في البلاد، حيث تصل نسبتهم إلى حوالي 58% يليهم الأوزبك الذين يشكلون 23% من جملة السكان، فيما يمثل القرغيز والتتر وقوميات أخرى البقية. ويشكل المسلمون 83% من سكان البلاد، ويتحدث أغلبهم الفارسية، ورغم اعتناق الأغلبية للمذهب السني، باستثناء عدد ضئيل من الطائفة الإسماعيلية الأغاخانية يسكنون هضاب التامير، وجدير بالذكر أن هذا النوع العرقي لم يشكل يوما عاملا للتوتر، حتى خلال الفترة العصيبة عقب الاستقلال عن السوفيت.