07 نوفمبر 2025
تسجيلقرن تركيا ليس مجرد شعار.. لكنه رؤية قدمها حزب العدالة والتنمية، ووصفتها جريدة ديلي صباح بأنها: ثورة تهدف لتحقيق الديموقراطية والتنمية والسلام والازدهار في كل أنحاء العالم!. وشرح الرئيس رجب طيب أردوغان بعض جوانب هذه الرؤية في خطاباته أمام الجماهير خلال حملته الانتخابية فقال: إن قرن تركيا سيكون قرن أطفالنا وشبابنا ونسائنا، وبمعنى آخر سيكون قرن أمتنا كلها !. ووعد أردوغان شعبه بأنه سيجعل تركيا إحدى أكبر عشر دول في العالم في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والقوة العسكرية والدبلوماسية. يقول الرئيس أردوغان: إن قرن تركيا سيكون قرن الانجازات التي سنقوم بها بإلهام الأجداد الذين بنوا هذا الوطن.. وتلك إشارة مهمة لربط التاريخ بالمستقبل، فتجارب الأجداد وانجازاتهم الحضارية تلهم القيادة والشعب، وتطلق الطاقات والعقول للابتكار وانتاج أفكار جديدة تقوم عليها انجازات حضارية. ولأن الشعب يجب أن يحصل على حقوقه، ويرى ثمار جهده ليكمل العمل لبناء المستقبل، وصف الرئيس أردوغان قرن تركيا بأنه قرن الثقة والازدهار وتقديم الخدمات للمواطنين لذلك وعد أردوغان شعبه بالعمل لزيادة الانتاج الذي يعتمد علي التكنولوجيا المتقدمة، وتوسيع السوق ليوفر الكثير من فرص العمل، ودعم الانتاج في كل المجالات لتصبح تركيا أكبر دول العالم في الصناعة والتجارة. وسيكون الانتاج – كما وعد أردوغان – أهم أولويات قرن تركيا، لذلك سيتم تطوير البنية التحتية المرتبطة بالتكنولوجيا. القوة الاتصالية التركية أثار خيالي – كأستاذ للإعلام وعلوم الاتصال – ما قاله الرئيس أردوغان حول أهمية الاتصال في رؤية قرن تركيا، وأنه سيعمل لتقوية البنية الاتصالية.. ثم ربط هذا الهدف بالاهتمام بالتعليم وتطويره، والعمل لنقل القيم للأجيال القادمة.. فماذا يعني ذلك؟! إن القوة الاتصالية والاعلامية أساس بناء القوة الصلبة والناعمة، وعندما تتمكن الدولة من تطوير بنيتها الاتصالية فإنها يمكن أن توفر الفرص لكل أفراد شعبها للقيام بدور حضاري تاريخي بقوم علي تقاسم المعلومات والمعرفة، وبناء صورة الدولة ومكانتها العالمية. ومن أهم الوظائف التي يقوم بها الاتصال نقل القيم عبر الأجيال، وهذا يساهم في تحقيق تماسك المجتمع وتوحده، وترتبط القيم بالدين والحضارة والثقافة والتاريخ.. لذلك تستثمر الدولة منظومة القيم لبناء قوتها وتقديم نفسها للعالم بأنها تنطلق في سلوكها السياسي والاقتصادي من منظومة قيم تشكل شخصيتها، وتبني صورتها. يوضح ذلك أن رؤية حزب العدالة والتنمية التي حملت عنوان: قرن تركيا كانت نتيجة لدراسات علمية هدفها استثمار الثروة الفكرية والحضارية لتركيا في بناء القوة.. ولذلك كان الربط الواعي بين الاتصال ونقل القيم عبر الأجيال كأساس لبناء القوة الصلبة والناعمة. التجربة الديموقراطية تشكل الصورة ولقد انطلقت تركيا لتبدأ قرنها بتجربة ديموقراطية تلهم الشعوب التي أصبحت تتطلع لفرض إرادتها، باختيار حكامها ونوابها بحرية كما فعل الشعب التركي، وهذه التجربة المثيرة التي تابعها العالم تشكل أساسا لقوة تركيا السياسية والثقافية، كما أنها تزيد قوة القائد رجب طيب أردوغان ؛ فالعالم الآن يدرك أنه يعبر عن إرادة شعبه الذي اختاره في انتخابات حرة نزيهة لينطلق به في بناء قوة تركيا، وتحقيق الازدهار لشعبها.. وكم هي جميلة تلك الديموقراطية عندما تستخدمها الشعوب لفرض ارادتها !.