04 نوفمبر 2025

تسجيل

دعاة الانفصام في رمضان!.

04 يونيو 2015

الاصرار على ممارسة بعض الأفعال والسلوكيات، يؤدي الى اتخاذ بعض المواقف والكلمات، والايام تتسارع نحو استقبال خير الشهور واعظمها منزلة شهر رمضان الفضيل، حتى ان كثيرا منا يغفلون عن ما تبقى من شهر شعبان وما ورد في فضله من احاديث واثار جيل الجدود يسمون شعبان (قصير) بالياء المشددة كناية عن سرعة انقضائه.واحوال الناس في استعدادهم لاستقبال رمضان بين مجتهد عارف ومسرف مخالف، وغثاء أعلام الفضاء يكرس حالة من الانفصام عن الشهر الكريم وتحويله الى موسم سنوي في كيفية صد عباد الله عن مقاصد الشهر ومراميه الجليلة الفاضلة، بما تلفظه وسائل البث المرئي من ثلاثية الاعلام الهدام (مسلسلات، برامج، أفلام) ليصبح مجرد انتهاج مخطط برامجي رمضاني يليق بشرف الزمان ضربا من البطولات التاريخية المجيدة او يلقب من يتخذ قرارا كهذا بالبطل القومي او رجل المرحلة. الخذلان الاعلامي ما يزال مستمرا عبر سنين طويلة دأب خلالها اعداء الفضيلة على صرف الناس عن مقاصد الشهر الفضيل وصدهم عن ابواب الخير ومواسم الطاعات ومضاعفة الحسنات، وامسى هذا الصنيع الوضيع عرفا اعلاميا مفتعلا يستغل به المغرضون المفسدون وسائلنا الاعلامية في تحويل شهر رمضان المبارك الى موسم لاشاعة المحرمات واشغال الناس في ملهيات وممارسات ابعد ما تكون عن قدسية الشهر ومكانته الرفيعة. ولست ارى مبررا يمنع اعلامنا الموجه من نيل شرف التعامل اللائق مع خير الشهور، او حتى مجرد الاتساق المهني مع ما يرمز له مفهوم (القنوات الفضائية) حيث يشير الفضاء الى السمو والترفع عن سفاسف الاشياء والتحليق نحو معالي الامور. ويبقى الاختيار والقرار السليم لدى الجمهور لمقاطعة قنوات الانحطاط الهدامة، والتحول الى مشاهدة قنوات الاعلام البناء المحافظ ولنا في قنوات شيكة المجد الفضائية مثالا يحتذى، كذلك امكانية دمج القنوات النافعة والتقاطها عبر نظام استقبال فضائي آمن وسليم، هذا مع علمنا ان كثيرين قد احسنوا التخطيط والاعداد لاستقبال رمضان واستثمار ايامه ولياليه بالأعمال الصالحة والتقرب الى الله وهؤلاء لن يلتفتوا الى ما تعرضه وسائل الاعلام في نهار وليل رمضان. وفي المقابل ماذا نقول عن الذين يهملون غذاء ارواحهم كثيرا في رمضان لينكبوا على تغذية اجسادهم بكل اصناف الطعام والشراب واشباع غرائزهم بانواع الملاهي والشهوات حتى يصبح اكبر ما يشغل تفكيرهم توفير تموين خاص بشهر رمضان وقضاء ليله ونهاره بين نوم ثقيل وسهر طويل واكل البعير والاعتكاف في محراب شاشات القنوات الهابطة، فهلا استشعرنا اهمية استغلال شهر رمضان المبارك بطريقة ايجابية صحيحة مستلهمين دروس هذا الشهر العظيم، شهر الفتوحات والنصر وايام الاسلام المجيدة المشهودة، اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان واعزنا من دعاة الانفصام. تجاوز وجزاء نثق كثيرا في عدالة قضائنا المستقل وحرص ولاة امورنا على محاسبة كل من يتجرأ على ديننا وقيمنا او يتجاوز الآداب العامة، وقد ساءنا كثيرا ما اقدم عليه صحفي اثيم بنشر رسومات وصور خليعة منحلة تنم عن شخصيته المريضة البغيضة، وان نشرها في هذه الصحيفة المحترمة بالذات واختيار هذا التوقيت تحديدا يشير الى ان الامر مدبر بليل، ونجدد المطالبة بايقاع اقصى واقسى العقوبات بكل من تسبب في هذا الفعل الشنيع الذي يندرج تحت الجرائم الجنائية، مشددين ان ديننا ومبادئنا غير قابلين للمساومة على الاطلاق.