18 نوفمبر 2025

تسجيل

صناعة الكفاءة ورؤية قطر 2030

04 مايو 2015

الموارد البشرية صاحبة الكفاءة في مختلف المجالات، هي المرتكز والدعامة الرئيسة في تحقيق التفوق والاستمرار في العطاء والتميز لأي مؤسسة، فالكفاءة لا تتحقق إلاّ بسلّم أولويات ومعايير وأخلاقيات يلتزم بها الجميع، ويكون لها موضع قدم راسخة وثابتة في مؤسساتنا، فـ" تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 لقوة كفؤة وملتزمة بأخلاقيات العمل" لا يكون بالشعارات وطرح المثاليات ولا بالأقوال والتصريحات الرنانة. إنها عمل دؤوب عالي المستوى، وتحريك مستمر لعجلة التنمية والتطوير والنظر إلى الجودة باستمرار. فهناك مثلاً كفاءة عالية المستوى سواءً من المواطنين أو من المقيمين الذين يعملون كخبراء ومستشارين أو في وظائف أخرى في مجالات متعددة في وزاراتنا ومؤسساتنا كالتنظيم الإداري المؤسسي، وفي التدريب والتطوير والجودة، وفي الإعلام والاقتصاد، ولهم من الخبرة الممتدة والتميز في وظائفهم، وقد يبلغ بهم السن القانونية للتقاعد أو الاستغناء عنهم بالنسبة للمقيمين، أو من انتهى التعاقد معهم وهم على درجة عالية من الخبرة والكفاءة والتميز أن يمدوا غيرهم من خبراتهم، بدلاً من أن يعين شخصا آخر-أي مواطنا- في نفس الوظيفة ولا تكون عنده إلاّ خبرة قليلة في هذا العمل الذي يشغله. لماذا لا يكون قبل أن يُحال موظف ما إلى التقاعد أو إنهاء خدمته كمقيم وهو على كفاءة عالية من الخبرة أن يمدد له سنتان أو ثلاث ليستفيد من يعين مكانه من خبرته ومن المهارات التي يمتلكها ويمارسها، أو قبل ذلك بخمس سنوات أن يكون هذا الموظف لصيقاً له يأخذ من خبرته ويمارسها هو ويتابعه ذلك الخبير أو المستشار، وبعد ذلك هو يطورها ويحسنها ويضيف إليها ما هو أفضل وأجود للمؤسسة. وغير ذلك من الأفكار والمبادرات في هذا الجانب، نرجو من مؤسساتنا-ولا نعمم- عدم إهماله أو إغفاله أو تجاهله في خططها تماشياً مع استراتيجية التنمية الوطنية لدولتنا حفظها الله. فالكفاءة مجموعة من الأفعال والممارسات، إذا تم أداؤها بشكل جيد وصحيح ينتج عنها أداء أفضل ورضا مؤسسي من قبل الجميع وفخر لها، وهي كذلك تتضمن المهارات والمعرفة والخبرة ومميزات شخصية أخرى تؤدي إلى النجاح الوظيفي والمهني في المؤسسة. ولنتأمل هذا الحديث الشريف والتوجيه النبوي، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، فالعمل على صناعة الكفاءة في مواردنا البشرية هو إتقان للعمل ومطلب مؤسسي. "ومضة"برؤية قطر 2030 نسمو بإذن الله تعالى إلى مستقبل مشرق وزاهر وعطاء مستمر، فصناعة الكفاءة قيمة الكل يريدها في مؤسسته. فهل نعمل على إيجادها ونتوارث هذه القيمة من وإلى، فتصبح بعد ذلك من أبجديات العمل المؤسسي؟