05 نوفمبر 2025

تسجيل

العمل الجاد

04 أبريل 2011

في يوم الاثنين 23 ربيع الأول 1432 هجرياً الموافق 28 مارس 2011 ميلادياً تم إطلاق إستراتيجية التنمية الوطنية 2011/ 2016، وبشعار جميل "غدُنا مشرق كماضينا، نبنيه معاً بأيدينا". وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم الدستور الخالد لهذه الأمة من سورة يوسف، وقد تم اختيار الآيات بعناية موفقة وبصوت جميل، قال تعالى: (قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) يوسف: 47 — 49. إنها خطة تنموية وإستراتيجية بعيدة المدى وضعها نبي الله يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام تحافظ على الأمة ومقدراتها من الضياع والانفلات، والمحافظة عليها من أجل الأجيال القادمة، إنها خطة محكمة وإيجابية وجادة دون أدنى شك. قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يوسف:111 فالبناء التنموي المرتكز والمفعل لأي استراتيجية تقوم على ثلاثية عملية حية وهي المحرك الأساسي لعملية النهضة التنموية الوطنية تحقق التنمية الشاملة القوية والمنافسة، وهي: 1) الخلق الفاضل. 2) العلم الغزير. 3) القوة السابغة. وإذا أفرغت وفصلت هذه الثلاثية عن بعضها البعض من أي تنمية انتهت إلى مجتمع آسن وضعيف، ومؤسسات متآكلة، وهشاشة في التفكير والعمل. ولو ابتعدنا كذلك عن طريق السلامة فسوف نكون في مسارات الإخفاق والشتات والكساد، ولن نستطيع بعد ذلك إيقاف تلك العجلات المتحركة دون السقوط ولا تنفع الندامة بعد ذلك، لأن الطريق واضح وبين حددته الإستراتيجية بكافة مرتكزاتها... وحان وقت العمل الدؤوب الجاد والمتميز من أجل قطر. وقد ورد في "دليل التخطيط الاستراتيجي المرتكز على النتائج" والذي تم توزيعه في حفل إطلاق إستراتيجية التنمية الوطنية عبارة جداً جميلة وقوية تتضمن معاني عديدة والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها يأخذها، ص 43 لجويل باركر Joel Parker "رؤية دون عمل ما هي إلا حلم، وعمل دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، ورؤية يدعمها العمل يمكنها أن تغير العالم"، وقوة الرؤية في تنفيذها كما ورد في الدليل. وهناك أيضاً مقولة رائعة لسيندي هاينز Cindy Hines "عمل دون رؤية شقاء ورؤية دون عمل مجرد حلم، أما العمل مصحوباً برؤية فذلك نصر مبين...". لقد حان وقت العمل والانطلاقة الصحيحة وفق هذه الإستراتيجية، ومن لم يستطع أن يحقق ويتفاعل ويبذل أقصى طاقته مع هذه الإستراتيجية التنموية الوطنية فليترك مكانه ويرحل ويعطِ ويفسح المجال لأهل الكفاءة والعطاء والتميز والنزاهة، لأن قطر وبقيادتها حفظهم الله ووفقهم إلى كل خير أعطتنا الكثير وما زالت بفضل الله تعالى، فعلينا ألا نبخل عليها، ولنبتعد كل البعد عن المصالح الشخصية النفعية. ومضة "... يا أبا ذَرّ، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدَّى الذي عليه فيها".