15 نوفمبر 2025
تسجيليكثر في هذا الزمان ثقافة السخط فالكل يشتكي من كل شيء فعندما تدخل لمواقع التواصل الاجتماعي تجد الجميع يتحدث بلغة السخط وتجد الأفراد يتفاعلون مع السلبيات أكثر من الإيجابيات وهذه ثقافة سلبية علينا أن نؤمن اليوم أننا نعاني منها.لعل الكثير منا لا يعلم أن راحة النفس لا تكمن دائماً في أننا نستطيع أن نحقق كل ما نتمناه ونريده ولو كان ذلك لما وجدنا على وجه البسيطة شخصا يشعر بالراحة ولكن الارتياح هو ذلك الشعور الداخلي بأهمية ما نملكه ونعيشه ولو كل واحد منا حصر ما يملكه اليوم ولا يريد فقدانه لشعرنا بتلك الراحة.وللأسف أننا نغفل دائماً أهمية النظر للماضي ولا نتعلم من تجارب الحياة التي مررنا بها، فكل واحد منا لو نظر لماضيه ورجع لواقعه لعرف أنه حقق الكثير من الإيجابيات في حياته، ولتعلمنا أن المصائب مهما كبرت فهي مع الأيام تصغر وتنتهي وأنها تبقى ماضيا وفترات حياة نستلهم منها الدروس لمستقبلنا فليس في الحياة مثالية كاملة ولا يمكن أن تستقيم الحياة بتلك المثالية، وقانون الحياة يقول إنك لن تفقد أمراً إلا وتكتسب أمراً آخر والعكس صحيح فهي دولةٌ بيننا لا تستقر عند أحد ولا تكتمل لمخلوق وأن الفشل ليس سقوطاً بل هو سبب في تقويم الطريق وسلامته نحو النجاح، فلا أعلم في تاريخ البشرية أن هناك رجلاً ناجحاً لم يفشل في بداياته أو يتعثر في طريقه أو يسقط هنا أو هناك، فالحياة قصة نكتبها بأفعالنا وأقوالنا وأعمالنا فهل هناك قصة لا يوجد في أحد فصولها ضعف ولكننا لم نتعلم الرضا بما يحدث والذي هو أهم وسائل التعايش التي تقودنا نحو النجاح والراحة.. ألم نسمع حكيم هذه الأمة ورسولها صلى الله عليه وسلم يقول (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) فعدم الرضا يعد تمرداً يخرجك عن الطريق الصحيح لهذه الحياة ويفقدك أهم قوانينها وهو الصبر الذي يعد من أهم مفاتيح النجاح فالشاعر يقول: (والصبر مثل اسمه مر مذاقته ***لكن عواقبه أحلى من العسل).فالأمنيات التي نسعى لتحقيقها علينا ألا نحولها لعقبات في حال الفشل في الوصول لها بل لابد من جعلها عتبات نضعها أرضاً لكي نرتقي عليها لأمنيات أخرى وأهداف جديدة.جيلنا الحالي من الشباب يريد أن يحقق كل أمنياته وأحلامه وتطلعاته وأهدافه في سنة واحدة ومن أول وظيفة، وهذا خطأ كبير فالتدرج مهم في تحقيق النجاح فالصعود لأعلى درجة أكثراً أماناً من السقوط الحر لأعلى القمة فالخبرات تجعلك أكثر حكمة وتكسبك فن القيادة والإدارة والتي هي أساس النجاح وتساعد في الحفاظ على وجودك في أعلى القمة فالإنسان خلق ليتدرج في مراحل نمو تجعله قابلاً للتطور وكل مرحلة لها زمنها.