14 نوفمبر 2025
تسجيلحدثت الثورة في تونس. ثم قفزت فوق ليبيا لتحدث في مصر. السؤال: لماذا حدثت في تونس أولاً وليس في ليبيا ثم لماذا قفزت الحالة الثورية التونسية فوق ليبيا وأصابت مصر.؟! واستغرابية سؤال كهذا مرده أن الشعب الليبي هم أولى، موضوعياً، أن يكونوا أول من يكنس طاغيتهم من وجودهم، نتيجة لمعطيات تعفن نظام القذافي الذي هو نظام اللانظام لأنه قائم على مزجية المستبد الفوضوي، وتهلل دولته التي هي دولة اللا دولة لأنها قائمة على دولاليب وأدوات وظيفية تنفذ توجيهات وتعليمات الحاكم بأمرهلوسته، التي يسقطها اتهاماً على الثائرين عليه. شبيبة ليبيا شعروا كم هو مهين لأحفاد عمر المختار أن تنشب ثورة شباب تونس من غربهم وثورة شباب مصر من شرقهم. فقاموا بإنزال ثورتهم من الواقع الافتراضي في الفيس بوك إلى الواقع الحقيقي على الأرض وقبل الموعد المحدد لها (17 فبراير) بيومين. وهم يدركون أنهم سوف يواجهون قمعاً دمويا رهيباً. لكنهم ربما لم يكونوا يتصورون أن يصل عنف القذافي الدموي إلى حد قصف المتظاهرين بطائرات يقودها مرتزقة من أوكرانيا وصربيا مقابل عشرة آلاف في اليوم، ومرتزقة أفارقة للقتل العشوائي مقابل ألفي دولار في اليوم الواحد. وذلك لأن القذافي لا يثق حتى في قواته الأمنية الواقعة تحت سيطرة أبنائه وعناصر عشيرته ما بالك أن يثق في الجيش الذي همّشه منذ سنوات طويلة ونشر معسكراته مشتتة في أماكن نائية وبلا ذخيرة. والحال أن ثورة الشعب الليبي، التي تلتقي، جوهرياً، مع ثورتي تونس، في الهدف المشترك: إسقاط النظام وتفارقهما في منحى المواجهة التي فرضها القذافي على الليبيين الثائرين عليه ونظامه. إذ عكس طبيعة المواجهة بين الثائرين وكل من الطاغية التونسي والطاغية المصري، واجهت ثورة الشعب الليبي حملات قتل وحشي من قبل الكتائب الأمنية المطعمة بالمرتزقة. ومع ذلك حرّر ثوار 17 فبراير مدن شرق ليبيا في ثلاثة أيام. الآن معركة الشعب الليبي ضد القذافي وفلول نظامه الأجرامي تدور في الغرب، حيث طرابلس العاصمة التي يمثل تحريرها بالثورة الشعبية نهاية النظام لا محالة. القذافي ساقط سياسيا وأخلاقياً، ومنهار عصبيا. يهذي بجنون عظمته. حاول أن يختلق الشقاق القبلي والجهويّ بين الليبيين. فكان ردّهم في الشرق والغرب:"ليبيا قبيلة واحدة" و"لا شرقية ولا غربية ليبيا ثورة وطنية" و"طرابلس العاصمة الأبدية". الليبيون ماضون في ثورتهم التحررية رافضين أي تدخل أجنبي. فهم أحفاد عمر المختار. يعتنقون مبدؤه الجهادي الحاسم:" نحن شعب لا يستسلم. نموت أو ننتصر". قالها في مقارعة الغزاة الفاشيست. وها هم أحفاده اليوم يقولونها وهم يقارعون القذافي الفاشيستي ومرتزقته الأجانب. والهدف جلي: الخلاص من الطاغية المجنون والقضاء على نظامه بقضه وقضيضه كشرط شارط لبناء "دولة ليبيا الموحدة الحرة المدنية كاملة السيادة." حسب بيان ثورة 17 فبراير الصادر يوم 22 فبراير 2011 في بنغازي. فأهلاً بثورة العرب الثالثة..... والبقية تأتي. [email protected]