04 نوفمبر 2025
تسجيللا يختلف معي أحد بأن السنين مظلومة وهي لا تتغير فهي اثنا عشر شهراً لا تزيد ولا تنقص وكل أربع سنوات تكون كبيسة وتزيد يوما واحدا، وهذا حالها منذُ الأزل فهي تأتي بحلوها ومرها ولا بيدها شيء فهي لا تضر ولا تنفع، وإنما كل شيء بيد الله عزَّ وجل، ومن ضمن أقداره التي قدرها جل شأنه وتنزه عن كل نقص، وهي ماضيه على كونه وخلقه. وسنة 2020 لم تأتِنا لا بسفن حربية ولا بطائرات مقاتلة ولا بصواريخ ولا بمدفعية ولا بجيوش جرارة!! ومن عادات بني البشر ألا يتركوا أحداً يمضي في حال سبيله حتى أنهم علقوا على شماعة العام المنصرم كل الذي حصل وما وقع بهم، وهو في حقيقة الأمر مما جنته أيديهم وطبعا بعد أقدار الكريم المتعال. وهي في حقيقة الأمر من السنين العُجاف كالتي أجاب عليها سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عندما فسر حلم عزيز مصر، وهي يؤخذ منها العِبر والدروس وفيها عَرف الإنسان مقدار حجمه و عجزه وخارت قواه المختلفة وضرب بتباهيه بقوته وتقدمه العلمي عرض الحائط وغروره الذي انهار أمام ضعاف المخلوقات وأرذلها! كذلك بينت عبث الإنسان في التعامل مع المخلوقات وخاصةً القذرة منها من التي نهى عن أكلها وخاصة في ديننا الإسلامي الحنيف. كما علمتنا هذه الأحداث بضرورة المحافظة على المال العام والذي لا نعرف قيمته إلا عندما تتهاوى الأسعار وتضطرب الأمور، فأين ذهبت تلك الثروات الضخمة وتبخرت بينما عندما ترتفع الأسعار ننسى كل شيء ونعود إلى ضلالنا القديم؟! كذلك بانتهاء العام تسقط من شجرة العمر ورقة وتطير في الهواء ولا تعود وتذهب بغير رجعة وتتجهز ورقة أخرى لكي تسقط بعد عام وعلى هذا المنوال حتى تبقى هذه الشجرة بلا أوراق ثم تسقط ميتة وقد تُعمر هذه الشجرة أو قد لا تعيش طويلاً! فلقد خرج الكثيرون رابحين في هذه السنة على مبدأ مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد. فلقد سُّوقت أشياء لولا ما حدث في هذا العام لظلت على رفوفها وبيعت أشياء ربما تحافظ على حياة الناس أو ترمي بها في خضم التهلكة ويكون حالهم كحال فئران التجارب. ويجني البعض ثروات ضخمة من ذلك، ولكن على حساب أوجاع بني البشر، والأمر لله من قبل ومن بعد. [email protected]